قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "صدق الله العظيم "
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الفتح والذي ارتقى شهيداً مخضبا بدمائه الطاهرة في احداث الانقسام البغيض وذلك يوم الخميس الموافق 14/6/2007م عن عمر يناهز 19 عاماً ,وحصل على رتبة ملازم شرف بعد استشهاده إنه الشهيد البطل/ شادي كايد علي ناديه
ولد الشهيد شادي المكنى "أبو الهيثم" في مخيم جباليا "بلوك3"مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 6/8/1983م فهو أعزب وتتكون عائلته الفاضلة من الأم والأب والذين هم على قيد الحياة وله من الإخوة ثلاثة بما فيهم الشهيد شادي وخمس أخوات ويأتي الشهيد شادي في الترتيب الاول..
نشأ وترعرع شهيدنا شادي في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور عائلته إلى مصر "بني سويف"حيث انتقلوا إلى فلسطين وسكنوا في وادي حنين وهاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح وسكنوا مخيم جباليا ورحلوا إلى غزة وسكنوا في مخيم جباليا منطقة الترك وبعد هدم منزلهم سكنوا خانيونس الحي الهولندي وبعدها استقر بهم المطاف في مخيم جباليا منطقة السكة, تلقَّى تعليمهُ الابتدائيَّ في مدرسة الأيوبية والإعدادية" ب" في مدارس وكالة الغوث بالمخيم ،
محطات مضيئة في حياة الشهيد: شادي أبو نادية
التحق الشهيد شادي أبو نادية في صفوف كتائب شهداء الأقصى مع الشهيد سميح المدهون عام 2005م وكان ملتزم في الرباط على ثغور الوطن وله العديد من الأنشطة العسكرية مع الكتائب,
سافر إلى جمهورية مصر العربية من خلال بعثة من قبل جهاز البحرية للمشاركة في دورة خاصة للبحرية في أوائل شهر 4/ 2007م وبقي بالدورة التدريبية لمده ثلاثة شهور.
حصل على العديد من الدورات التنشيطية داخل أسوار جهاز البحرية الفلسطينية.
عمل مرافق مع مقدم لقبه "أبو حديد" في جهاز البحرية الفلسطينية.
تعرض لأكثر من محاول اغتيال أثناء مطاردته من قبل عناصر مسلحة قبل استشهاده وأثناء الاشتباكات في 14 يونيو/حزيران 2007 م.
عمل في مكتب التنظيم بمنطقة الشهيد/حاتم السيسي أثناء فترة وجود المناضل يزيد الحويحي بالتنظيم.
كان الأخ القيادي الفتحاوي يزيد الحويحي يعتبر الشاب شادي أبو نادية أحد أولاده المقربين له, ووفاءً لاستشهاده فقد فتح له بيت عزاء أثناء وجوده داخل السجون الإسرائيلية..
كيفية استشهاد الشهيد: شادي أبو نادية
في حديثي مع عم الشهيد سرحان أبو نادية موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة الاغتيال التي تم تنفيذها بدم بارد بحق ابن أخيه على أيدي مجموعات مسلحة من الملثمين, ومن هنا بدأت الحكاية تم استدعاءه قبل الأحداث الدامية في قطاع غزة بثلاث أيام للحضور وعلى الفور لبى النداء وسلم نقسه لجهاز البحرية يوم الاثنين الموافق 12/6/2007م بعد الظهر وحسب ما أفاد أحد شهود أعيان من الوحدة التابعة لجهاز البحرية انه خرج أيام حصار القيادي الفتحاوي أبو ماهر مقداد مع مجموعة من عناصر البحرية لفك الحصار عنه وتمكنوا من تنفيذ المهمة...
وعندما تحركوا للعودة الى مواقعهم وتجاوزوا محطة بهلول تم إلقاء قذيفة آربجي من عناصر مسلحة على أخر جيب كان يسير في الموكب وتم إصابة العديد من أفراد القوة البحرية يوم الخميس,وقد تم الاتصال من قبل الأهل مع ابنهم شادي حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحاً وبعدها جواله أغلق, وأفاد أحد عناصر البحرية الدين كانوا معه وتعرضوا للإصابة أثناء المواجهات الدامية,لقد تم الاستعانة بالوحدة المتوجهة الى مقر الأمن الوقائي كقوة إسناد للدفاع معهم في مواجهه المجموعات المسلحة وبعد وصولهم تم تسليم أنفسهم إلى الملازم أول من جهاز الأمن الوقائي...
وبعد تقريباً ساعة ونصف توقف إطلاق النار في المنطقة وخرجت الوحدة البحرية بالقيام في مهمة استطلاع داخل مقر الأمن الوقائي وتفاجئوا بوجود عناصر مسلحة من الملثمين داخل المقر وقد طلبوا منهم إلقاء سلاحهم على الأرض وتسليم أنفسهم, وقامت مجموعة من المسلحين الملثمين بأخذ ستة عناصر من القوة البحرية الى خارج أسوار مقر الأمن الوقائي وقد سحبوا شادي والملازم أول من مقر الامن الوقائي من بين المجموعة وتم وضعهم على حدى وطلبوا منهم الجلوس على الارض,
وتم مشادة مع شادي وعناصر من مجموعات المسلحة وقد قال لهم شادي نحن لم نطلق رصاصة واحده على أي شخص كان وإذا ثبت ذلك لكم الخيار معنا, وقد رفضوا ذلك وقاموا بضربهم بدبشك السلاح في ظهورهم, وإجبارهم على الجلوس على الارض, وتقدم أحد المسلحين وطلب من المسلحين الآخرين بالتنحي جانباً وقام بسحب اجزاء سلاح الكلاشنكوف وإطلاق النار بشكل عشوائي من مسافة المتر ونصف على شادي أبو نادية والملازم من جهاز الامن الوقائي وتم اعدامهم بدم بارد أما باقي أفراد القوة البحرية تم اطلاق النار على أقدامهم أما الشهيد محمد الصرافيتي والذي أعدم في مستشفى الشفاء...
تم التواصل مع بعض عناصر من جهاز البحرية لمعرفة مصير شادي فكانت الاخبار متضاربة فمنهم من قال انه روح وقد سلك طريق البحر ومنهم لم يشاهده وجري الاتصال على عمليات الشرطة في الشمال للاتصال على عمليات الشفاء الشرطة لمعرفة هل هو في الشفاء أم لا وكانت النتيجة لا يوجد معلومات تفيد عن مصير حياته, وتوصلوا على اشخاص من الشفاء وقد افادوا بوجد شخص اسمه شوقي أبو نادية وعلى الفور جري الاتصال بشوقي فتبين انه على قيد الحياة, حاولوا مرة أخرى الاتصال بشخص يعمل في العمليات من اجل التأكد من معرفة مصير شادي, واتصل شخص وقال لهم يوجد شخص مجهول يدعى حسن أبو نادية اتصلوا على حسن فرد عليهم انه موجود في صلاة العشاء وقد توجهوا أفراد العائلة الى مستشفى الشفاء للبحث عن شادي وسالوا في استقبال الشفاء وقالوا لهم انه غير موجود وبعد البحث والتحري عن الشهيد شادي استدلوا عليه في ثلاجات الموتى..
وفور نبأ خبر استشهاد الشهيد توجهت عائلة الشهيد والأصدقاء والجيران إلى مستشفى الشفاء وهناك توجه عمه سرحان ومحمد الى الطبيب الشرعي للاستفسار عن ملابسات اغتيال ابنهم الشهيد شادي المتواجد في ثلاجة الموتى حسب المواصفات التي اعطت لهم يوم الخميس ليلاً وقد افاد الطبيب الشرعي انه اطلق عليه حوالي 8 رصاصات واحدة في العين وأخرى في الصفحة والباقي في انحاء جسده من مسافة المتر والنصف غير الضرب المبرح أثاره على جسده حيث تم العثور عليه مرمي في أحد الشوارع الترابية بالقرب من مقر الامن الوقائي هو وبعض الشباب الذين ارتقوا إلى العلا شهداء,
وثاني يوم من استشهاده تم استلام أماناته من الطبيب الشرعي وكان يوجد لصقة على بطنة مكتوب عليها حس أبو نادية وتم تعديل الاسم بعد التأكد من شخصية الشهيد شادي وتم إحضار جثمانه الطاهر إلى منزل عمه أبو على الذي يسكن خلف مستشفى كمال عدوان, كان الشهيد قبل استشهاده ناطق الشهادة ورافع اصبع السبابة وجري نقله الى اهله في مخيم جباليا منطقة السكة...
حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته والمحبين له وأقيمت عليه صلاة الجنازة ثاني يوم من استشهاده في مسجد ابو خوصة ظهراً وصلى عليه الشيخ محمود أبو خوصة مخيم جباليا يوم الجمعة الموافق14/6/2007م وشارك في تشييع جنازة الشهيد شادي جماهير غفيرة وسار موكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى في مقبرة بيت لاهيا,فتح بيت العزاء ثلاث أيام للشهيد شادي وقام بتقديم واجب العزاء عامة الناس ورجال الإصلاح والوجهاء والمخاتير واعيان البلد والشخصيات الوطنية والاعتبارية..
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ شادي أبو نادية
والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار...
اللهم ارحم الشهيد شادي واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...
بقلم : سامي إبراهيم فودة