قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم "
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وابرز مقاتلين كتائب الشهيد أبو على مصطفي والذي ارتقى شهيداً مخضبا بدمائه الطاهرة في احداث الانقسام البغيض أثناء تأدية واجبة الوطني في مكان عملة في موقع الإدارة المدنية الكتيبة الثالثة في شمال غزة وذلك يوم الثلاثاء الموافق 12/6/2007م عن عمر يناهز 20 عاماً وحصل على رتبة ملازم شرف بعد استشهاده إنه الشهيد البطل الرفيق/جابر هاشم شعبان أبو الجديان..
ولد الشهيد الرفيق/ جابر المكنى"أبو علي" في مخيم جباليا "بلوك4"مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 22/1/1988فهو أعزب وتتكون عائلته المناضلة الفاضلة من الأب والأم وهم على قيد الحياة وله من الإخوة أربعة بما فيهم الشهيد وهم/ تأمر- جابر- محمد- خالد - والأخوات ثلاثة وهن/ شرين- ألاء- سوزان ويأتي الشهيد جابر في الترتيب الرابع..
نشأ وترعرع شهيدنا جابر في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور عائلته إلى بلدة نجد المحتلة والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح إلى مخيم جباليا" بلوك8"وانتقلوا بعدها إلى بلوك 4"واستقر بهم المطاف في منطقة عزبة عبد ربة,تلقَّى تعليمهُ الدراسي في المرحلة الأساسية بالمدرسة الأيوبية"ج" والإعدادية في مدرسة" ب" والثانوية العامة في مدرسة احمد الشقيري.
كيفية استشهاد الشهيد الرفيق/ جابر أبو الجديان
في حديثي مع والد الشهيد أبو تأمر/ موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة الاغتيال التي تم تنفيذها بدم بارد بحق ابنة على أيدي مجموعات مسلحة من الملثمين في احداث الانقسام اللعين والذي تسبب في إراقة دماء أناس أبرياء,حيث قامت بمحاصرة الإدارة المدنية في محاولة منهم لاقتحامها إلا أنهم جوبهوا بتصدي لهم من قبل رجال الأمن الوطني ونتيجة لشح الذخيرة وقلة العدد المتواجد تم السيطرة واقتحامها وإلقاء القبض عليهم بما فيهم جابر وأصدقائه الذين كانوا يدفعون عن الموقع وقد قاتل باستماتة عن الموقع في كل مكان من أطراف موقع الإدارة المدني وحتى أخر طلقة في سلاحه أم 16,
حسب شهود عيان من كانوا في الموقع وعاشوا لحظات الموت قالوا لقد انقد الرفيق جابر يومها حياة أكثر من سبعين رجل من أبناء الأمن الوطني,قامت مجموعة من المسلحين الملثمين والمدججين بالسلاح بالنداء على أفراد الأمن الوطني بتسليم أنفسهم وعليهم أمان الله وتم اعتقال الرفيق جابر وهو على قيد الحياة, وجري نقله بسيارة الماغنوم وعند وصولهم إلى منطقة بور الدبور تم إعدامه بدم بارد مطلقين النار بغزارة على كافة أنحاه جسده الطاهر وحتى يطمئن قلبهم بانه الرفيق جابر قد فارق الحياة, قاموا بإطلاق رصاصة الرحمة في رأسه من نقطة الصفر...
وفور نبأ خبر استشهاد الشهيد جابر توجهت عائلة الشهيد إلى مستشفى كمال عدوان وقد تفاجأ خاله الدكتور تأمر عدوان الذي كان يشرف على علاج المصابين بجثمان ابن أخته جابر,وتم إحضار جثمانه الطاهر إلى منزله حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته والمرقبين له وأقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد شهداء عبد ربه شمال قطاع غزة يوم الثلاثاءالموافق12/6/2007م وشارك في تشييع جنازة الشهيد جابر عدد محدود من أهلة نتيجة حالة التوتر الأمني المفروض على المخيم من قبل المسلحين الملثمين وسار الموكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى في مقبرة الشهداء الشرقية..
ملاحظة/ تم فتح بيت عزاء له على قدر العائلة
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ جابر أبو الجديان
والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار...
اللهم ارحم الشهيد- جابر واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...
نعته الجبهة الشعبية وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى في بيان بعد استشهاده
بقلم : سامي إبراهيم فودة