ذكرى استشهاد الشهيد عامر حسن مهنا (1984م- 2007م)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم "
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الفتح والذي ارتقى شهيداً مخضباً بدمائه الطاهرة في احداث الانقسام البغيض وذلك يوم الجمعة الموافق 15/6/2007م عن عمر يناهز ألـ 23 عاماً وحصل على رتبة ملازم شرف بعد استشهاده أنه الشهيد البطل/ عامر حسن عامر مهنا
ولد الشهيد عامر في منطقة اللبابيدي غزة النصر مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 1/4/1984م فهو أعزب وتتكون عائلته الفاضلة من الأم والأب والذين هم على قيد الحياة وله من الإخوة اثنين هم احمد وعامر وخمسه بنات خمسة ويأتي الشهيد في الترتيب الاول سناً من بين إخوته وأخواته..
نشأ وترعرع الشهيد عامر في منطقة اللبابيدي غزة النصر وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور ‏عائلته إلى بلدة المسمية الكبيرة المحتلة والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح إلى قطاع غزة واستقر بهم المطاف في غزة النصر شارع اللبابيدي وقد تلقَّى تعليمهُ الابتدائي في مدرسة دير اللاتين والإعدادي في مدرسة صلاح الدين مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والثانوية العامة في مدرسة خليل الوزير والمرحلة الجامعية في جامعة الأقصى تخصص تربية رياضية...
محطات مضيئة في حياة الشهيد: عامر حسن مهنا
التحق الشهيد عامر بالسلطة الوطنية الفلسطينية وعمل في جهاز المخابرات العامة تفريغات 2005م .
كان الشهيد عامر ﺷﺎﺑﺎً ﻳﺎﻓﻌﺎً ﻣﻠﻴﺌﺎً ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎط في صفوف كتائب شهداء الأقصى وحركة الشبيبة الطلابية وعمل لجانب القيادي الفتحاوي عبد الحكيم عوض.
التحق الشهيد عامر في صفوف كتائب شهداء الأقصى وعمل جنباً الى جنب مع الشهيد سميح المدهون.
كيفية استشهاد الشهيد : عامر حسن مهنا
في حديثي مع شقيق الشهيد احمد موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة اغتيال أخيه والتي تم تنفيذها بدم بارد على أيدي مجموعات مسلحة من الملثمين في احداث الانقسام اللعين والذي تسبب في إراقة دماء أناس أبرياء, فكان عامر واحد من ضحايا الانقسام البغيض, فقد طلب الشهيد سميح المدهون عندما استشعر بالخطر على حياة أبناء الكتائب المتواجدين معه في منتدى الحرس الرئاسي بمغادرة المكان وإخلاءه فوراً, ولكن كان رد عامر وزملاءه بالرفض وبقي إلى جانب الشهيد سميح المدهون وقد ذهبت أم الشهيد عامر الساعة الثانية ظهراً إلى برج الظافر المكان المتواجد فيه الشهيد عامر والشهيد سميح والشهيد مصطفي والشهيد حسن وطلبت منه ابنها عامر العودة معها الى منزلهم وقد رفض وفضل الابقاء الى جوار رفاق الدم والسلاح والقضية .....
توجهت المجموعة المذكورة بقيادة الشهيد سميح المدهون إلى جنوب قطاع غزة عن طريق الساحل وكانت الطريق منتشرة بالكمائن والحواجز للمجموعات المسلحة, تم اختراق حاجزين للمسلحين وعند الحاجز الثالث تم الشك بالسيارة الذي كان يستقلها الأخ الشهيد سميح المدهون ومصطفى قداس وعامر مهنا وحسن زقوت, فقد تعرف أحد المسلحين الملثمين على الشهيد حسن زقوت لكونه يسكن في المنطقة الوسطى, فترجل أحد المسلحين إلى السيارة وطلب منهم أن يعرفوا عن أنفسهم,
فكان رد الاخ الشهيد سميح المدهون بإطلاق النار عليهم, وكانت هذه المجموعة المسلحة لا تبعد كثيراً عن الحاجز الأخر, من المسلحين سوى بضع أمتار فقاموا بإطلاق النار على السيارة ومن فيها بشكل عشوائي وعلى الفور استشهد حسن زقوت وإصابة الباقون بجراح متفاوتة الخطوة, وتم اصطحاب الشهيد سميح إلى منطقة الزوايدة والشهيد مصطفى قداس وعامر مهنا إلى شمال القطاع والذي اصيب بعيار ناري في يده اليمني وبعد التحقيق مع مصطفي وعامر تم اعدامهم وتم نقل جثامين الشهداء مصطفي وعامر إلى مستشفى الشفاء
وفور نبأ خبر استشهاد الشهيد عامر حسن مهنا يوم الخميس الموافق 14/6/2007م توجهت عائلة الشهيد إلى مستشفى الشفاء وفي صباح يوم الجمعة تم إحضار جثمانه بسيارة الاسعاف إلى منزله, حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته والمحبين, وأقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد سيد الشهداء حمزة غزة النصر شارع اللبابيدي وذلك يوم الجمعة الموافق15/6/2007م وشارك في تشييع جنازة الشهيد جماهير غفيرة وسار موكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ‏ووري الثرى في مقبرة الشيخ رضوان
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ عامر مهنا
والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار.
اللهم ارحم الشهيد عامر واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...


بقلم: سامي إبراهيم فودة