حينما كانت تلك المرأة الساذجة على فراشِ الموتِ قبل عقودٍ ولّتْ، والغريب بأنها بدت السذاجة في عينيها جلية، وقبل وفاتها بلحظات أوصتْ حبيبها، حينما وشوشتْ في أذنه وصيتها المجنونة، وقالت له: لي وصية واحدة أن لا تحبّ امرأة أخرى بعدما أموت، فردّ عليها حبيبها والدموع تسيل بخجل على خديه: سأحاول، رغم أن طلبكِ سيجنني، فلا أدري لربما قلبي سيميلُ لامرأةٍ أخرى، فهل سأقفل حجرة الحب في قلبي، فأنتِ سترحلين بعد دقائق معدودة، فهلْ تريدنني أنْ أظلّ عائشا بلا حُبٍّ، لكن بكل تأكيد سأظلّ أتذكّركِ، مع أنه عندي شعور بأنني لن أستطيع صدّ قلبي مِنْ الوقوعِ في حُبِّ امرأةٍ أخرى، وحين سمعت كلامه صعقت، ورآها تنفعلُ من كلامه العادي، وقالتْ له: هذه وصيةٌ، حاولْ أن تنفّذها، فردّ عليها بعدما أتتْ المُمرّضة لتقولَ له انتهى وقتُ الزيارة، نظر صوبَ المرأةِ السّاذجة، وقال لها: وصيتك صعبة، لكنني على يقينٍ بأنني لا أستطيع منعَ قلبي من النّبضِ لامرأةٍ أخرى وخرج لتدخين سيجارته، وبعدما أنهى سيجارته، جاءت الممرضة، وقالت له: البقية في حياتك، فحزنَ عليها وقال: امرأة ساذجة بوصية مجنونة..
عطا الله شاهين