من يحمي عقارات الكنسية في القدس المحتلة ؟؟؟

بقلم: غسان مصطفى الشامي

خطر كبير يداهم عقارات وأملاك الكنيسة في القدس المحتلة، فقد أصبحت في بؤرة الاستهداف والسيطرة الصهيونية من أجل تحويلها لمشاريع استيطانية ضمن تنفيذ مخططات تهويد المدينة المقدسة وتغير معالمها التاريخية التراثية ..

قبل أيام أعلنت محكمة الاحتلال الصهيونية العليا في القدس المحتلة عن المصادقة على بيع ثلاثة عقارات للكنيسة في البلدة القديمة في القدس المحتلة لجمعية (عطيريت كوهانيم) الاستيطانية، حيث رفضت المحكمة (الإسرائيلية ) التماسا تقدمت به الكنيسة الأرثوذكسية لوقف صفقة بيع عقارات الكنسية .

وتشير مصادرنا المقدسية  إن العقارات الخاصة بالكنيسة الأرثوذكسية التي صدر فيها قرار  تشمل فندقين، ومبنى ضخم، في ميدان (عمر بن الخطاب) ، في ( باب الخليل)، داخل البلدة القديمة من المدينة، ويضم فندق ( إمبريال) ثلاثين  غرفة فندقية، و فندق( البتراء) المجاور لها الذي يضم في جنابته (12) غرفة فندقية، إضافة إلى مبنى ضخم مجاور في شارع المعظمية في الحي الإسلامي في المدينة.

ومن الجدير ذكره أن قضية عقارات الكنيسة الأرثوذكسية ترجع إلى عام 2005 عندما حصلت ثلاث شركات صهيونية مرتبطة بجمعية (عطيرت كوهنيم) الاستيطانية عقود صفقة عقارات تمتلكها الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بينها فندقا (البترا)  و(إمبيريال)  الواقعان على مدخل باب الخليل في الحي المسيحي، وبيت ( المعظمية)  في الحي الإسلامي داخل البلدة القديمة بالقدس .

ويعد مصادقة محكمة الاحتلال على تملك جمعية ( عطيرت كوهنيم ) هذه العقارات أمر خطير جدا وفضيحة كبيرة،  يأتي ضمن المسلسل الصهيوني لتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك، حيث أصبحت الجمعية الصهيونية تسيطر على أغلب المباني التاريخية الأثرية الواقعة عند مدخل باب الخليل ، أحد الأبواب الرئيسية للبلدة القديمة والسوق العربية.

وهناك سعي جاد وحثيث، وميزانيات مالية طائلة بهدف السيطرة على العقارات المسيحية في القدس عبر استخدام كافة الوسائل والوسطاء وحتى الشركات الأجنبية من أجل سيطرة الصهاينة على أملاك الكنائس في القدس المحتلة ..

لقد فرح الصهاينة كثيرا لهذا القرار واعتبروه مكسبا كبيرا لهم، حيث قالت صحيفة (هآرتس) العبرية – كبرى صحف الكيان- :أن هذا قرار المحكمة أنهي صراعا قضائيا استمر نحو 14 عاما بشأن بيع ممتلكات الكنيسة، بما يعد مكسبا للجمعية الاستيطانية التي تعزز مكانتها في (حارة النصارى) في البلدة القديمة، حيث ستبدأ الجمعية الصهيونية خلال الأيام القادمة في إجراءات تشريد الفلسطينيين الذين يسكنون هذه المباني ويعدون (مستأجرين محميين) وذلك عبر إجراءات قضائية لإخلائهم منها.

ويؤكد كاتب المقال  على أن الاحتلال الصهيوني يسعى باستمرار لسرقة ممتلكات الكنائس والأديرة في القدس عبر عقود ووثائق مزيفة وسط صمت أممي على ما يحدث من جرائم صهيونية تستهدف سرقة أملاك الكنائس في القدس حيث لم  نسمع أحد من المجتمع الأممي  يتحدث في مثل هذه القضايا التي تعد جريمة كبرى بحق الأديان والتراث الإنساني .

 إن رسالة ديننا الإسلامي الحنيف هي  رسالة عالمية خالدة وشامخة وتحفظ للآخرين من أهل الكتاب أملاكهم وأموالهم، وخير شاهد على الحفاظ على كنائس القدس هي العهدة العمرية عندما فتح الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس والمسجد الأقصى المبارك فقد  أعطى النصارى الأمن والآمان على كنائسهم وصلبانهم بموجب العهدة العمرية لتكون وثيقة تاريخية تشهد على سماحة ورحمة  الدين الإسلامي وعهد المسلمين  عدم المساس بكنائس وممتلكات النصارى بالقدس .

إن الاحتلال الصهيوني يبذل كل ما في وسعه من أجل السيطرة على عقارات الكنائس في القدس والتي تصل مساحتها إلى نحو 28% من مساحة البلدة القديمة بالقدس؛ كما أن محاكم الاحتلال تتواطأ مع الجمعيات الصهيونية بهدف السيطرة على عقارات المسيحيين وأملاكهم في القدس .

 وقد أكدت المنظمة الأرثوذكسية الموحدة، ومجموعة الحقيقة الأرثوذكسية في بيانهم أن هناك تقصير واضح ومتعمد من البطريك ( ثيوفيلوس ) (بهدف خسارة هذه العقارات) وأن القرار أثبت تواطؤ وتآمر (ثيوفيلوس) ومَجمعه الفاسد في جريمة تسريب أوقاف باب الخليل والتي ستعقبها جريمة جديدة من المستوطنين في محاولاتهم إخلاء قاطني هذه العقارات من الفلسطينيّين – حسب بيان المنظمة-  كما ثبت بالسابق أن  البطريك المجرم ( ثيوفيلوس ) قد سرّب عبر صفقات مالية  آلاف الدونمات في القدس وقيساريا ويافا والرملة وطبريّا والناصرة وحيفا لجهات صهيونيّة .

يعمل الاحتلال الصهيوني والجمعيات الاستيطانية ليل نهار من أجل تنفيذ مشاريع تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك وتغير معالمها التاريخية التراثية وتغير طابعها الديني فيما تواصل الجمعيات الاستيطانية ملاحقة السكان المقدسيين من أجل تشريدهم من هذه العقارات وإخلائهم منها بقوة شرطة الاحتلال .. 

إن القرار الصهيوني بتمليك العقارات المسيحية للجمعية الاستيطانية (عطيريت كوهانيم)  يحتاج منا كعرب ومسلمين إلى مواجهة عاجلة ووقف سياسة الاحتلال الإسرائيلي ضد العقارات المقدسية من أجل  حماية تاريخ تراث القدس وعروبتها ومعالمها التاريخية التراثية.

إلى الملتقى ،،

قلم/ غسان الشامي

[email protected]