إن استمرار تأجيل الإعلان عن خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ صفقة القرن، ربما يعزز ما يفرض على الأرض الفلسطينية من تطبيق خطة السلام بهدوء بداية من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ووقف تمويل الأونروا في محاولة لإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين ومن هنا فإن ورشة البحرين المقبلة تعد الشق الاقتصادي لخطة السلام، لكن في ظل رفض فلسطيني لصفقة القرن وورشة البحرين ربما يعزز قيام الإدارة الأمريكية بإعطاء إسرائيل التفرد في ضم المستوطنات في الضفة دون حل سياسي مع الفلسطينيين، بعدما ضمت الجولان رغم أنها قالت بأن ضم بعض المستوطنات يأتي في إطار خطة السلام القادمة، ولكن ما نراه على الأرض يثبت بأن إسرائيل ماضية في اعتداءاتها على الفلسطينيين من سياسة هدم منازل المقدسيين المتواصلة وتهجير سكان الأغوار وتهويد القدس المتواصل والاعتقالات المستمرة للفلسطينيين واقتحامات الأقصى المتكررة وغيرها من الاعتداءات..
ومن هنا يطرح سؤال في كل مرة يتم فيه تأجيل الإعلان عن صفقة القرن، فيبدو بأن الرفض الفلسطيني والعربي للصفقة يؤدي إلى تراجع الإدارة الأمريكية عن الإعلان صفقة القرن، لأن الفلسطينيين لا يريدون صفقة لا تؤدي إلى دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وكما نرى فإن العرب باتوا يقولون سنقبل ما يقبله الفلسطينيون، وهذا يدل على أن الإدارة الأمريكية تدرك بأن احتمالية فشل خطة السلام واردة، لكن السؤال فهل ستقوم الإدارة الأمريكية بالإعلان عن صفقة القرن بعيد نتائج الانتخابات الإسرائيلية في شهر أيلول سبتمبر القادم، مع أن واشنطن قالت بأن الإعلان عن الصفقة سيكون في شهر تشرين ثان المقبل، لكن تأجيلها أكثر من مرة يضع علامة استفهام؟.
بقلم/ عطا الله شاهين