حينما فكّر في صعوبة الإلتزام بوصية امرأة ساذجة

بقلم: عطاالله شاهين

ظل يفكر لدقائق معدودة، بينما كان يدخّن سيجارته على مقعد خشبي في ساحة المستشفى بوصية امرأة ساذجة ترقد على سرير الموت، حينما أوصته بأن لا يقع في حُبِّ امرأة أخرى، عندما تموت، وقال في ذاته: ما أصعب طلبها! فكيف سألتزم بوصية صعبة؟ كيف سأمنع قلبي من الوقوع في حب امرأة أخرى! هل سأظل بلا حُبٍّ، فطلبها صعبة للغاية، رغم أنني في البداية سأحاول، وبعد الانتهاء من تدخين سيجارته عاد إليها ليرى وضعها الصحي المتدهور، وحين رأته سألته: هل ستلتزم بوصيتي؟ صمت قليلا وقال لها: بلى، لكن، فقاطعته وقالت له أدري بأنك لا تستطيع العيش بلا حبٍّ، ولهذا أدرك صعوبة وصيتي، فصمت قليلا، وقال لها: لو كنتُ مكانكِ هل ستلتزمين بوصيتي لو طلبت منكِ أن لا تحبّي رجُلا آخر؟ صمتتْ، وقالت له لا أدري، فهذا يعتمد على إخلاصي لكَ، فنظر إليها وقال: لا تشغلي بالك في موضوع صعبٍ، سأحاول ولكن أعذريني عندما سأقع في حُبِّ امرأة أخرى، وودّعها وغادر وقال في ذاته يا للمرأة الساذجة ...


عطا الله شاهين