لمْ تتركني أعيش عزلتي دهرا آخر

بقلم: عطاالله شاهين

قررتُ الهروب منها، واتخذت العزلة نهجَ حياتي، تشبّثت بأهداب العتمة دهرا، وهناك اكتشفتُ ذاتي الأنا، فرّت مني الأنا منذ اعتكافي في حجرة ضيقة رطبة تنبعث من حيطانها رائحة التاريخ.. بحثت عن الأنا في ذاتي، لكنني وبعزلتي فشلت في إظهار الأنا حتى في كتاباتي بقيت منعزلا عن العالم المتغير بقيّمه، التي باتت تنفقد من أناسٍ كانوا مختلفين في الماضي.. هربت دهرا من الأنا، ولم تتركني أعيش في عزلتي دهرا آخر، إنها المرأة التي حاورتني ذات عتمة عن سرّ ديمومة الحُبِّ المُقدّس، لكنني لم أعطها إجابة قاطعة عن وجودِ حُبٍّ مُقدّسٍ، وهربت منها لأنها امرأة مقنعة حتى في لبسِها، فقررت دون تخطيطٍ مسبق أن أعيش في عزلةٍ لأبتعد عن صخب الحياة، ففي عزلتي لم أتنسّك البتة، وبحثت في كتاباتي عن الأنا لكنني لم أجدها، هربتُ من امرأة لم تغضب مني يوما، لكنها لم تتركني أعيش عزلتي دهرا آخر، أغلقت موبايلي منذ دهرٍ وغيرت عناوين عزلتي آلاف المرات لكي لا تجدني، إلا أنها لم تتركني وبحثتْ عني في نصوصي، التي أكتبها كل ليلة، فمن نصوصي علمتْ أين أنا، ربما سهوا أخطأتُ في البوح، وكتبت البوح بكل صراحة، لكنها لم تتركني وشأني.. إنها هي تلك المقنعة بابتسامتها.. إنها هي البارّة في كتمانِ مشاعر الكبتْ....


عطا الله شاهين