لن أكون نرجسياً البتة..

بقلم: عطاالله شاهين

لا أعتقد بأنني سأكون كائنا نرجسيا في يوم من الأيام، فكما هو باد بأن غالبية المثقفين في العالم نرجسيين وعندهم عقدة الأنا، إلا أنني سأتمرّد على نرجسيتي حتى لو عدت إلى الجهل، وابتعدت عن الكتابة والثقافة بشكل نهائي.. سأعزل نفسي في غرفة بلا كتبٍ، وبلا أوراق بيضاء للكتابة، وبلا لاب توب وبلا أقلام حبر جافة وسائلة.. سأفضل أن أكون إنسانا جاهلا على أن أكون كائنا نرجسيا ذات يوم سأحارب الأنا.. فأنا أعترف بأنني كاتبٌ في بداية غرقي المجنون في وحل الثقافة ..أحاول عبر نصوصي أن أكتب خواطري المجنونة عن الحُبّ، وعن نساءٍ رائعات في التضحية والعطاء والحُبّ، لكنني أعتقد بأنّ الكتابة عن الحُبِّ هي شيء رائع.. وفي كتاباتي عن الحبّ أتطرف أحيانا بكل أدبٍ في الغوص في متاهات المرأة، لنفترض أنني قرأت عن مناسبة ما ولم يتم دعوتي للحضور، فعندها لن أغضب ولن أعتبر حينها نفسي مهمّا بين المثقفين، فأنا سأظل كاتبا مهمشا عائشا على الأحلام، وسأظل في عزلتي، لأنني في عزلتي أرى ذاتي إنسانا مهمّا.. ففي عزلتي اقرأ بنهمٍ، وأكتب ما أحبُّ أن أكتبه، وأحاول كتابة نصوصٍ ما بعد الحداثة، وأن أكشف في نصوصي أشياء غير مألوفة، وسأعتزم بإصرار أن لا أصل إلى النرجسية.. سأتمرد على نرجسيتي سأطردها من عقلي.. سأظل مثقّفا عاديا متواضعا، ولن أجعل ذاتي عرضة للانجراح إذا ما تم تهميشي من الكتاّب الكبار والمثقفين، لأنني لن أكون نرجسيا البتة ...
 

عطاالله شاهين