أصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وآخرون بالاختناق ، مساء اليوم، جراء قمع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في فعاليات الجمعة الـ 63 من مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي تحمل عنوان جمعة: "الأرض مش للبيع".
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة عن إصابة 79 مواطنا بجراح مختلفة من قبل قوات الاحتلال خلال قمع فعاليات الجمعة الـ63 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق القطاع، بالاضافة إلى إصابة مسعفين، مسعف بعيار مطاطي شرق خان يونس جنوب القطاع، ومسعفة بقنبلة غاز شرق جباليا شمال القطاع.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان، إن جنود الاحتلال المتمركزين شرق القطاع اطلقوا الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين بفعاليات جمعة: "الأرض مش للبيع" شرق مدينة غزة، وشرق مخيم جباليا شمال القطاع، ومخيم البريج وسطه وخان يونس ورفح جنوبه، ما أدى إلى وقوع عشرات من الإصابات تم نقل بعضهم إلى المشافي وعلاج آخرين ميدانيا.
وتوافدت الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة عصر اليوم الى مناطق السياج الحدودي شرق القطاع، للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ 63 من مسيرات العودة وكسر الحصار.
وقال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، في بيان "الجماهير التي تخرج اليوم تأتي قبيل انعقاد ورشة المنامة، لتؤكد للمؤتمرين هناك أن فلسطين ليست قضية اقتصادية، وإنما قضية تحرير الأرض من الاحتلال وعودة شعبنا للديار".
وأضاف القانوع: "شعبنا يمتلك من القوة والإرادة والصمود ما يؤهله للتمسك بأرضه، وإفشال كل مشاريع تصفية قضيته العادلة".
ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في بيان لها، أهالي قطاع غزة إلى الحشد الكبير وأوسع مشاركة جماهيرية في فعاليات جمعة: "الأرض مش للبيع".
وطالبت الهيئة المواطنين الفلسطينيين بالتوجه إلى مخيمات العودة الخمسة المنتشرة شرقي قطاع غزة، بعد عصر هذا اليوم مباشرة، رفضا لكل المشاريع التصفوية، وفي مقدمتها "صفقة القرن"، ولمواجهة كل مخططات الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تستهدف الأرض والشعب الفلسطيني، ورفضاً لكل أوجه الاستيطان ومحاربة تهويد الضفة الغربية.
وقال ماهر مزهر عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة إن جمعة "الأرض مش للبيع" اليوم تحمل العديد من الرسائل، موضحا بأن الرسالة الأولى، للاحتلال، أن "شعبنا لن ينكسر ولن يتراجع عن الاستمرار في مسيرات العودة، حتى تحقق الأهداف التي انطلقت من أجلها".
أما الرسالة الثانية، فهي "للمنظومة العربية الرجعية، التي أصبحت جزءا من المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا وحقوقه، نؤكد لهم أن مؤتمر البحرين، هو مؤتمر الخزي والعار ولا يمثل شعبنا ولا أمتنا العربية".
وأوضح مزهر القيادي في الجبهة الشعبية أن "جمعة اليوم تأتي في ظرف حساس وصعب ومعقد تمر به القضية، في ظل خنوع وتراجع مجموعة من المرتزقة المهرولين المطبعين مع الاحتلال، ممن يقدمون الولاء لهذا العدو وللأمريكيين".
وأكد مزهر أن هذه الجمعة تتطلب "زحفا جماهيريا كبيرا باتجاه الميادين الخمسة لمخيمات العودة، من أجل أن تقول الجماهير كلمتها؛ إن فلسطين ليست للبيع، وأننا لن نقبل بالرشوة أو بأي تنازل عن الحقوق الفلسطينية الثابتة، وفي مقدمتها حق العودة وكسر الحصار وتحقيق طموحات شعبنا".
ورأى أن "اللحظة المناسبة التي ستنتفض فيها الجماهير العربية، ستأتي لتدوس بأقدامها هذا الاحتلال، وتدوس أيضا هؤلاء الذين يطبعون معه ويتاجرون بدماء الشهداء وآمال أمتنا في التخلص من رأس وقوى الشر؛ وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل، ومن يتحالف ويتعاون معهم لتصفية قضيتنا".
وقال "شعبنا لن يقبل بأن يعقد هذا المؤتمر، وبات المطلوب من تلك المؤسسات أن تذهب باتجاه تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تحافظ على حقوق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها القدس ".
وأكد أن "هذه الرشوة وهذا المؤتمر الذي يمثل الشق الاقتصادي من صفقة القرن ، لن يكتب له النجاح وسيذهب إلى جهنم وبئس المصير"
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 318 مواطنًا؛ بينهم 12 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد