“هيطليّة“ و“كماميس“

من منّا لم يتذوق في صغره طعم المهلبيّة، أو ما يعرف في كثير من قرى فلسطين باسم "الهيطليّة"، التي كتب عنها جبرا إبراهيم جبرا في كتابه "البئر الأولى"، حين كان طفلاً وسرق ما طبخته أسرته لإطعام أصدقائه والتباهي أمامهم بالهيطلية، دون أن يفكر في عواقب ترك عائلته دون طعام في ذلك اليوم.

لكن "الهيطلية" في بلدة بتير غرب بيت لحم، لا تؤكل منفردة وإنما ترافقها "الكماميس"، وهي أقراص من القمح المجروش الذي ينقع طوال الليل خصيصاً لاستخراج النشا منه، حتى يضاف إلى حليب الماعز لصنع الهيطلية.

لم يكن هناك شيء يأتي من خارج القرية، فالقمح والحليب كانا من المنتجات المحلية، بالإضافة إلى حشوة "الكماميس" من البندورة والبصل والبقدونس والفلفل الحلو والحار، وهي جميعاً مما ينبت في أرض بتير المشهورة بمدرجاتها الزراعية.

تعلّمت رابعة حلاوة من والدتها طريقة إعداد هذه الأكلة الشعبية التي باتت مهددة بالنسيان، وما زالت تعدّها لأحفادها وتحاول نقل حُب هذا الطعام التراثي إلى الأجيال القادمة، حتى يدفعهم الطعم اللذيذ إلى إحياء المأكولات التراثية.

المصدر: بيت لحم - لنا حجازي -