ماذا يعني عدم حضور القيادة الفلسطينية مؤتمر البحرين مؤتمر المهانة..؟ المؤتمر الذي تعقده ادارة ترامب لتمويل الصفقة المزعومة وجمع الاموال من العرب لصالح بيع فلسطين وتصفية اهم قضاياها وهي القدس واللاجئين والحدود والسيادة على الارض والجغرافيا و التاريخ , ماذا يعني فرض عقوبات امريكية واسرائئيلية على القيادة الفلسطينية لعدم قبولها الخطة الامريكية او حتي عدم قبولها ارسال اي تمثيل فلسطيني رسمي في هذه القمة . هذا يعني الكثير الذي لا تقبله ادارة ترامب يعني ان الفلسطينيون افشلوا كل مخططاتهم ويعني انهم فشلوا في تسويق اسرائيل كحليف استراتيجي للعرب دون حل الصراع على اساس المرجعيات والقرارات الدولية ذات العلاقة وفشلوا في ترويض الفلسطينين بالمال والمغريات وقبول تشغيل مفتاح التحكم الامريكي في مصائرهم ومستقبلهم السياسي وانكار كافة القرارات الدولية التي صدرت بخصوص الصراع والقفز عنها واهمها قرارات 194 و 338 و 242 وعشرات القرارات التي تقر باهمية تحقيق امن واستقرار دائمين بالمنطقة عبر اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على حدود العام 1967 مستقلة وقابلة للحيادة .
فشلت كل اساليب الاغراء الامريكية لاستقطاب الفلسطينين واستمالة موافقتهم للجلوس على (طاولة المهانة ) في البحرين حتي لو رمزيا وفشلت كل اساليب الضغط والحصار والتهديد والوعيد في اجبار الفلسطينين على التعاطي مع اي من الافكار الامريكية حتي ولو بالتحفظ وعند هذا الفشل يفشل كل شيء تخطط له ادارة ترامب وفريقه المغرور الذي يعتقد انه اوجد حلا ابداعيا للقضية الفلسطينية بتحويل الصراع الى حالة انسانية وتنمية اقتصادية مستدامة وبالتالي تقديم الحلول الاقتصادية لتسبق اي حل سياسي بعشرات السنوات حتي يعتاد الفلسطينين على حالة الرخاء الصورية وتنسي اجيالهم كل اشكال المعناة والفقر والمرض والثوابت والتاريخ . لذا فان ادارة ترامب تراهن على عامل الزمن في موضوع الصفقة التي حققت منها ما تريد لاسرائيل قبل ان تعلن عن بنودها عندما اعلنت القدس عاصمة لاسرائيل واعتبرت قضية اللاجئين قضية عربية حلها ياتي بالتوطين واوقفت دعم الاونروا كمرحلة اولي لتفكيكها ونقل مسؤولية دعمها للعرب , اكثر من نصف الحل السياسي اعلنته الولايات المتحدة الامركية من طرف واحد متجاوزة بذلك الشرعية الدولية وقراراتها التي لن تموت ولايمكن ان يقبل الفلسطينين اي حل دونها .
قد يسمح لاسرائيل بالمشاركة بالرغم من ان الولايات المتحدة لم توجه دعوة رسمية لاسرائيل خوفا من تعطيل مشاركة كثير من الدول العربية والغربية الا ان بعض الشخصيات الاعتبارية الاسرائيلية والتي ليس لها موقع رسيمي ستكون حاضرة في المؤتمر وكان اسرائيل لم تدعي في حالة من الالتفاف والضحك على الذقون وتصوير ان هذا المؤتمر هو مؤتمر اقتصادي عربي دولي لايجاد مداخل اقتصادية للحل السياسي لكافة قضايا الصراع كما اعلنت جيسون غريمبلات مؤخرا . هنا بات واضحا ان اطراف الصراع لن تحضر المؤتمر والعرس القائم هو عرس صوري و وهمي لارضاء ذات غير مقتنعة بالفشل ومازالت تؤمن بالقوة التي من خلالها تستطيع بها التاثير على الحكومات والشعوب لتقبل بما يطرح من فريق ترامب اليهودي لحل الصراع . مادام اطراف الصراع غير متواجودون بالمنامة اعتقد ان الفشل الذريع هو ما ينتظر الجميع هناك ولن يتمكنوا من تحقيق اهداف المؤتمر التي مجملها اهداف يصعب تحقيقها مع بقاء الاحتلال وتنامي الاستيطان وتهويد القدس وتهجير الفلسطينين منها .
حدث المنامة سيمكن الامريكيان من معرفة كم هم فاشلون بفشل المؤتمر الذي دعوا اليه وتصورا انه مفتاح الحل بالشرق الاوسط علي اعتبار ان المال هو الحل والزمن كفيل بفرض كل ما تخططة الادارة الامريكية لحل الصراع من وقائع , في المنامة سيصاب فريق ترامب بالصدمة عندما يقف امام دمي لا حول لها ولا قوة في معادلة الصراع ,عندما يتحدث كوشنر سيعرف كم هو فاشل وكم هي خططه هزيلة وغير واقعية لانها لا تستند الى الواقع والحقائق وبنيت فقط لصالح طرف واحد لا غير و وضعت مصالح هذا الطرف فوق كل اعتبار واعتقدت انها بالمال الذي قد تجمعه يمكن ان تحول المنطقة لواحة اقتصادية بقنوات متعددة تغطي فوهات المدافع وتؤاخي بين المستوطنين واصحاب اللارض التي سرقوها . شيئا مهما سيحدث عندما يعرف الامريكان ان مراهناتهم علي ايجاد مفاتيح خارج الشرعية الفلسطينية لتفتح لهم ابواب تمرير مخططاتهم بالضفة والقطاع فاشلة ولن يجدوا احدا مهما طرحوا من اغرائات على المستوي الشخصي او المؤسساتي الفلسطيني وعند فشل مراهناتهم هذه سيدركوا كم هم فاشلون في التعاطي مع مفردات الصراع وحقائقه وستستمر هذيمتهم وفشلهم اذا لم ياخذوا بعين الاعبتبار كافة الحقوق الفلسطينية والها انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس علي حدود 1967. الخطة الامريكية يحاصرها الفشل والاخفاق ولن ياتي المؤتمر بالسحر الذي يقلب عقل الفلسطينين ويفشل معارضهم للصفقة ويعيق وقوفهم سدا منيعا في طريق مساراتها ويقبلوا بما يطرح ولن يستطيع احد مهما كانت صفته الاعتبارية او الرسمية ان يكون بديلااً عنهم امام اي مسار حتي لو مسار حل الدولتين الذي تعتقد الولايات المتحدة انها ستكتب شهادة وفاته بالمنامة. في المنامة سيعرف الامريكان شيئا في غاية الاهمية ان منظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاياية والمخول الوحيد لقبول او رفض مقترحاتهم البائسة وسيعرف الامريكان ان الحل عند قيادة (م ت ف) وسيعرف الامريكان ان الفلسطينيون هم القوة الوحيدة التي يصعب اختراقها وكسر صلابتها بالرغم من انقسامهم الا انهم اقوياء بال ( لا) الفلسطينية المجتمعة.
بقلم/ د.هاني العقاد