لفتة إنتباه حول ورشة البحرين..

بقلم: أشرف صالح

رد السفير الأمريكي لدى إسرائيل "ديفيد فريدمان" على سؤال أحد الإعلاميين , حين قال الإعلامي له , لماذا لا تقوم دولة فلسطينية , ومن ثم يتم دعمها إقتصادياً ؟ فقال فريدمان أن آخر ما تحتاجه المنطقة هو دولة فلسطينية فاشلة وضعيفة تتيح لحماس السيطرة عليها , وإن لم تتمكن حماس , حتماً ستتمكن داعش أو القاعدة.. والسؤال والجواب المهمين كانا لفتة إنتباه لما يقرأ ما بين السطور , بعدما قال فريدمان أن ورشة البحرين مجرد إنتعاش للشعب الفلسطيني وليس للقيادة , مشككاً بنزاهة القيادة في السلطة , ومشجعاً حماس أن تكون الكرت الرابح لديهم .

كانت تصريحات فريدمان لفتة مهمه تشير الى أن ورشة البحرين بحد ذاتها ليس هي الخطورة , لأنها أدات من عشرات الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل صناعة رجال سلام جدد في فلسطين بدلاً من قيادة السلطة , وهم يراهنون على رغبة حماس بالحكم سواء في غزة أو بالضفة , ولهذا أشار فريدمان في تصريحه بأنه لو لم تتمكن حماس بالإستيلاء على السلطة , حتماً ستتمكن داعش أو القاعدة أو أي من أحزاب السلفية الجهادية في فلسطين , فاتحاً شهية حماس أن  تكون السباقة للحكم قبل داعش والقاعدة .

بالتأكيد كانتا الولايات المتحدة وإسرائيل تعلمان أنه سيتم رفض ورشة البحرين فلسطينياً جملتاً وتفصيلا , وحتى مشاركة الدول العربية الوازنة مثل مصر والأردن والخليج والمغرب ستكون بهدف الإستماع للمبادرة فقط , وذلك لا يعني الموافقة عليها , لأن أصحاب الشأن الفلسطينيين لم يوافقون من الأساس , ولكن المخطط الصهيوأمريكي أبعد من مجرد ورشة معلنة , فهو يكمن في البحث عن رجال سلام جدد بدلاً من رجال السلطة ومنظمة التحرير , وكون حماس هي النقطة الأضعف سياسياً وإقتصادياً , فالآن يتم الرهان عليها بأن تكون عنوان جديد للسلام الإقتصادي , وبالطبع حماس لم توافق على هذا المخطط ولكنها تقع فيه شيئاً فشيئا دون أن تدري , وكانت البداية من موضوع الهدنة بينها وبين إسرائيل .

الخروج من المأزق..

يجب على السلطة أن تعلم جيداً أنها أصبحت كرت محروق بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل , وحالة ضعفها سيتيح للقاعد أو داعش أو المنافسين السياسيين في الداخل وعلى رأسهم حماس  أن يستولو عليها , وإن لم يكن عسكرياً سيكون عبر سحب صلاحيات السلطة بالتدريج لأناس مؤهلين للتعاطي مع "صفقة القرن" وإن لم يكن بإرادتهم سيكون بغبائهم , ومن المؤكد أن الأمن القومي في الولايات المتحدة وإسرائيل لا يسمح بوجود داعش أو القاعدة في المنطقة , وهذا يعني بالنسبة لهم أن حماس هي الأكثر سهولة في التعامل معهم كبديل عن السلطة للسلام , ومن هنا يجب على السلطة أن تذهب الى حوار شامل مع كل القوى الفلسطينية وعلى رأسها حماس لإنقاظ الموقف ,  يجب على السلطة أن تدعم نفسها بباقي الفصائل , وتدعم الفصائل بها كقوة سياسية لها نفوذ , فقوة نفوذ السلطة بحاجة الى قوة الفصائل العسكرية , والعكس صحيح  , هكذا السلطة ستدعم موقفها من مخططات خطيرة أبعد بكثير من ورشة البحرين .

بقلم/ أشرف صالح