إنبرى عبد الباري عطوان في مقالة له يوم أمس 22/6/2019 بسرد جملة من المغالطات حيال قدرات إيران العسكرية في مواجهة العدو الأمريكي , حيث إسترسل في تضخيم ووصف الترسانة العسكرية والتكنلوجية الإيرانية إلى درجة محاولة إقناع القارئ بقدرة إيران على هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها بضربة سحرية وكأن إيران باتت الدولة العظمى الأولى عالمياً وبات معها من الممكن قيام كل من روسيا والصين تقديم طلب مساعدة من إيران بهدف حمايتهما في حال تعرضهم لعدوان أمريكي أطلسي .
وكعادته يدفن عبد الباري عطوان رأسه في الرمال محاولاً التعامي عن الحقيقة الساطعة لدور إيران التخريبي في المنطقة العربية , ومساهمتها المباشرة في تدمير العراق الشقيق وتعاونها في إحتلاله بإعتراف عدد من مسؤوليها.. العراق الذي شكل طيلة عقود مضت زمن الحكم الوطني عمقاً إستراتيجياً للأمة العربية وخير سند وظهير للثورة الفلسطينية ومظلة لكل الأحرار في عالمنا العربي؟؟؟ ,إضافة لدورها التفتيتي في النسيج المجتمعي العربي وتعميق التعصب الطائفي المقيت ومحاولات الإساءة للإسلام جوهر وروح العروبة والعبث بالذاكرة الجمعية للمسلمين عبر هرطقات من نسج خيالهم المريض تجاه صحابة رسول الله والخلفاء الراشدين وعائشة أم المؤمنين تصب مباشرة في خدمة مشروع الفوضى الخلاقة الذي إبتدعته العقول الصهيونية والإمبريالية كوصفة خلاقة على مقاساتها كفيلة وفق حساباتهم بإجتثاث العروبة وفكرها التحرري النير وتحطيم الوطن العربي تماماً وتصفية قضيته الأولى (فلسطين).
إسمعني جيداً أستاذ عبد الباري عطوان .. إيران التي تتحدث عنها بطلاقة لسان ليست سوى فزاعة يخيفون بها العرب متى شاؤوا ..وهي ألعوبة يستخدمها الأمريكان ومن خلفهم الصهاينة بهدف تمرير مشاريع التصفية للعروبة وقضيتها المركزية الأولى (فلسطين) ..إيران يا سيدي ليست سوى العصا التي يلوحون بها بهدف لي ذراع ما بقي من العرب لإجبارهم على التخلي عن القضية الفلسطينية والقبول بما يسمى (إسرائيل ) كجزء عضوي في الجسد العربي وربما قائد للحالة العربية وعملاق إقتصادها وجغرافيا الشرق الأوسط الجديد.
إسمعني جيداً عبد الباري عطوان...فقط عندما تتحقق جملة الأهداف الصهيوأمريكية المرجوة مستقبلاً للحالة العربية , وتعبر بسلام كل مشاريع التصفية للعروبة وفلسطين حينها فقط !!! يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل القيام بتوجيه الضربات العسكرية المميته لإيران وتقزيم دورها في المنطقة وليس تلك الأسباب التي سقتها بهدف تضليل الرأي العام العربي وربما سعياً منك وراء شهوة المال والجاه والشهرة.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
حزيران - 2019