لا يروق لإدارة ( ترامب) العمل دون أن يكون لديها بصماتها ( السحرية) في المنطقة العربية و( الشرق الأوسط )، وذلك لاعتقادها الجازم أن الدورة الرئاسية في البيت الأبيض المحدودة بفترة زمنية - يتوجب على الرئيس وفريقه وضع خطة جديدة خاصة للمنقطة العربية والشرق الأوسط وتنفيذها خلال الفترة الزمنية الرئاسية.
إن إدارة الرئيس ( ترامب ) منذ أن وطأت أقدامها البيت الأبيض أعلنت جليا عن مخططاتها وسياساتها ورؤيتها للمنطقة العربية حيث يتباهى ( ترامب ) هذه الأيام في حملته الانتخابية ( البرايمرز) في العمل على تنفيذ رؤيته الخاصة و فرض سياستها وخططته على العالم وفرض الرؤى المالية والاقتصادية الخاصة به .
اليوم تواجه منطقتنا العربية و أرض فلسطين على الخصوص المخططات الأمريكية تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن، حيث يتم تهيئة المنطقة العربية فلسطين لتنفيذ الخطوط العريضة للصفقة تحت مسميات مختلفة الازدهار الاقتصادي والانفتاح التجاري، وبرامج السلام والتعايش في المنطقة العربية وهذه بالأساس عبارة على أوهام كاذبة يسوقها الأمريكان وتهدف تمكين الاحتلال من أرضنا الفلسطينية وتأمين الحماية الخارجية له من أي خطر .
بعد أيام يطل علينا مؤتمر البحرين الاقتصادي ذا الصبغة الأمريكية (الإسرائيلية) حيث يتضمن المؤتمر شرح الشق الاقتصادي من الخطة الأمريكية الخاصة بالسلام في منطقة ( الشرق الأوسط) ويطلق عليها ( صفقة القرن الأمريكية)، حيث تشهد العاصمة البحرينية المنامة الأسبوع القادم يومي 25 و26 عقد المؤتمر الأمريكي الذي يُعرف بــ ( مؤتمر المنامة الاقتصادي) وهو أحد مقدمات صفقة القرن الأمريكية فيما يتباهى رئيس وزراء الكيان الصهيوني ( نتنياهو) بالمشاركة في هذا المؤتمر، والمشاركة بالنسبة للصهاينة هامة لمواجهة حرب التطبيع الكبيرة ضدهم.
إن مؤتمر ( المنامة الاقتصادي ) يستهدف بالأساس القضية الفلسطينية عبر الخطط الاقتصادية والمالية التي روج لها في السابق صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره ( جاريد كوشنير ) منذ أشهر ، بيد أن هذه المخططات لن تكون إلا على حساب القضية الفلسطينية، خاصة أن الأمريكان لن يقدموا هذه المشاريع دون مقابل على الأرض ..
إن الأمريكان سيعملون على ترويج الازدهار الاقتصادي للمنطقة وذلك بهدف تأمين حدود الصهاينة وعدم السماح بالاقتراب أو المس بدولة الكيان فيما سيدفع العرب والفلسطينيين الثمن الباهظ لهذه الحلول الاقتصادية والتي ستكون وبال على المنطقة بأسرها .
إن مؤتمر البحرين الاقتصادي يمثل الارتماء في حضن الأمريكان و الصهاينة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية تحت الكثير من المسميات المختلفة، في ظل استمرار السياسات الأمريكية بتشجع الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، واستمرار المشروع الاستيطاني في ظل مواصلة عمليات سرقة ومصادرة الأرض واستمرار القتل والتخريب والقهر اليومي بحق الفلسطينيين.
أن شعبنا الفلسطيني يدركون الهجمة الشرسة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف تدمير المشروع الوطني الفلسطيني وتمثل محاولة يائسة لهز معنويات شعبنا وإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني ببناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
إن مؤتمر البحرين هو أحد خطوات تسريع الاستيطان الصهيونية وسرقة المزيد من أرضنا تحت باب تقديم المساعدات والدعم الإنساني لأبناء شعبنا الفلسطيني بهدف التخلي عن حقوقه وثوابته الوطنية وقضاياه المصيرية .
ويشدد كاتب المقال على أن المشاريع والمخططات الأمريكية كافة وعلى رأسها مؤتمر المنامة بالأساس تستهدف قضايا الفلسطينيون الأساسية وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين وتعمل شطب حق العودة من قواميس الأمم المتحدة .
ويؤكد كاتب السطور مجددا على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي أهم وأعقد قضية في العالم، حيث وصل عددهم اليوم إلى ما يقارب ثمانية ملايين لاجئ داخل فلسطين وخارجها، وهي أكثر القضايا الإنسانية عدالة، وصدر فيها قرارات دولية، تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم".
إن مؤتمر المنامة الاقتصادي التآمري سيعقد وسط استمرار الاحتلال الصهيوني في سياسة القتل والتدمير والتشريد لأبناء شعبنا الفلسطينية، ويواصل مخططاته في الضفة المحتلة والقدس، وسط استمرار تشديد الحصار والخانق على أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس المحتلة.
لابد من الجميع التكاتف والوحدة ورص الصفوف في مواجهة نتائج مؤتمر البحرين لنستطيع الانتصار على هذه المؤامرات والمخططات الأمريكية الإسرائيلية وعلينا كفلسطينيين وعرب وأحرار داعمي للقضية الفلسطينية وحرية الإنسان مواجهة المخططات الأمريكية الاقتصادية من أجل تصفية القضية الفلسطينية ومواجهة سياسات صفقة القرن التي تستهدف تمكين الاحتلال من أرضنا المباركة وبسط السيطرة والسياسة الإسرائيلية على مقدساتنا ومواصلة جرائم القتل والتدمير بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ..
إلى الملتقى ،،
مقال/ غسان الشامي