بيان لبناني فلسطيني: أمريكا تنقلب على القرارات الدولية

قالت مجموعتا العمل اللبنانية والفلسطينية حول قضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان (المكونتان من الأحزاب اللبنانية المشاركة في المجلس النيابي والحكومة، والفصائل الفلسطينية المنضوية في إطاري منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الوطنية الفلسطينية)، إن رفض الإدارة الاميركية الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة هو بمثابة انقلاب على قرارات الشرعية العربية والدولية.

 جاء ذلك في بيان أصدرته مجموعتا العمل عقب اجتماع مشترك عقدتاه في مقر الحكومة اللبنانية، اليوم الإثنين، وذلك بدعوة من رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة وحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور.

وتدارس المجتمعون ما يجري تداوله حول ما يسمى "صفقة القرن" ومخاطرها الفادحة على القضية الفلسطينية والدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين.

وجاء في البيان "يأتي هذا الاجتماع عشية انعقاد ورشة المنامة تحت عنوان خادع يعد بالسلام والازدهار، بينما هو يستهدف استبدال الحقوق الوطنية والسياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، مقابل تقديمات مالية ومشاريع اقتصادية، وكأن الارض والحقوق والاستقلال والعودة، التي هي مقدسات غير قابلة للتصرف، تكريساً لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والعيش بكرامة، يمكن استبدالها ببعض الهبات والتقديمات."

وأكد المجتمعون أن رفض الادارة الاميركية الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة، هو بمثابة انقلاب على قرارات الشرعية العربية والدولية التي دفعت معظم دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، واكدت على ضرورة قيامها على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.

وشدد البيان على ان اعتبار الادارة الاميركية كما يتواتر في مشاريع وتصريحات المسؤولين عنها، ان اللاجئين الفلسطينيين هم فقط اولئك الذين عانوا من التهجير في العام 1948 دون ابنائهم واحفادهم، وقطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، يعتبر تماهياً مع الرواية الاسرائيلية ومحاولة لقطع الطريق على حق عودتهم الى ديارهم بموجب قرارات الشرعيتين العربية والدولية.

واعتبر البيان "رغم أن نص صفقة القرن بشقها السياسي لم ينشر بعد، الا أن مقدماتها العملية من خلال إعلان الخطة الاقتصادية وما تسرب عن مضمونها ظهرت تباعاً، بما هي مشروع تصفية كاملة للقضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب المركزية وقضية الشعب الفلسطيني، وان الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان "اسرائيل" ونقل السفارة الاميركية إليها، وقطع المساعدات عن المؤسسات الفلسطينية والدولية، وخصوصاً التي تعمل على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف من اثار التهجير الذي يعانيه الشعب الفلسطيني منذ 71 عاماً، يؤكد أن الادارة الاميركية تسعى وبمختلف السبل والوسائل الى ترسيخ الكيان الاسرائيلي والتطابق مع كامل طموحاته التوسعية."

ورفض البيان مندرجات ما اصطلح على تسميته بصفقة القرن، واعتبار كل ما يترتب عليها لاغيا وباطلا وكأنه لم يكن، ورفض التعاطي معها ومع مترتباتها كافة بما فيها ورشة العمل القادمة في البحرين، معتبراً ان من شأن تمرير الصفقة أن يضع كلاً من لبنان والعالم العربي في مهب رياح المخططات المشبوهة والخطيرة، ما يقتضي تعزيز التنسيق والتعاون في كل ما من شأنه إفشال صفقة القرن، ولا سيما الشق المتعلق بقضية اللاجئين وحقهم بالعودة.

وطلبت مجموعتا العمل اللبنانية والفلسطينية من الدول العربية والشعوب الاسلامية والمجتمع الدولي المؤيد للحق الفلسطيني، أن تتنبه الى المخاطر التي تنطوي عليها الصفقة، والتي تحاول بعض الجهات الدولية جاهدة فرضها على الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وقواه.

المصدر: بيروت - وكالة قدس نت للأنباء -