للوهلة الاولى غضب وصدم الاسلاميون من نتيجة بلدية اسطنبول التي فاز فيها معارضي أردوغان، وعم "الغضب الموحد" كافة أرجاء فلسطين المحتلة، تنديدا بورشة البحرين الممهدة لصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، فيما كانت عملية وفاة الشهيد الرئيس محمد مرسي في داخل احدى محاكم مصر، متقنة من نظام مصر لتقليل الخسائر في حالة اعدم علانية، لتكون سلميتنا اقوى من الرصاص – شعار الاخوان في الرد على السيسي- محل تساؤل.
الدرس الاول المستفاد من قبل الفلسطينيين بالنسبة لورشة البحرين، هي ان امريكا تريد انهاء القضية الفلسطينية بحسب رؤيتها، وهي بذلك تبثت انها منحازة بالكامل للاحتلال، ولم تكن وسيطا نزيها يوما ما.
رغم سوء ورشة البحرين الا انها كشفت ممن هو مع القضية الفلسطينية، ومن هم الذين يتآمرون عليها، فكيف سيصدق الشعب الفلسطيني ان من شارك فيها لتصفية قضيته وتآمر عليها، يقف في جانبهم؟ّ!
وحدت ورشة البحرين القوى الفلسطينية على رفضها، وخاصة الفصيلين الرئيسين فتح وحماس، وهو ما يدفع للقول انه يجب التوحد في بقية المواقف، حيث ان الوقت والمرحلة باتت في ادقها واكثرها خطورة، وخير دليل ورشة البحرين، والا أكلت يوم أكل الثور الابيض.
الدرس الثاني الذي كشفته انتخابات بلدية اسطنبول ان الاسلاميين يؤمنون بالتبادل السلمي للسلطة، حيث هنأ أردوغان معارضه كريم اوغلو بفوزه بانتخابات نزيه، وهذا ينسف كلام معارضي الاسلاميين بانهم لا يؤمنون الا بالديمقراطية لمرة واحدة كي يستلموا ويلغوا العملية الديمقراطية من جذورها، ولتتفضل المعارضة وتستلم، ولتثبت انها اجدر بالقيادة وتطوير تركيا وافضل من اردوغان، وليست معارضة تتبع للخليج "واسرائيل" وامريكا، ويبقى صندوق الاقتراع هو الحكم وليس الرصاص، واعدام رئيس منتخب كما جرى بمصر.
من احتفل من العرب بخسارة اردوغان بلدية اسطنبول، ترى هل يسمحون باجراء انتخابات ولو بلدية في دولهم المستبدة التي تعتبر الدولة ومقدراتها مزرعة لهم وبقرة حلوب؟!
لعل اقسى الدروس واصعبها هو درس مصر، فكيف يسكت العالم على اعدام رئيس منتخب ديمقراطيا، في عملية متقنه وداخل المحكمة؟! الا تعتبر عملية اعدام رئيس منتخب خنجرا في ظهر كل انسان حر وشريف، وطعنة في ظهر الدول التي تتدعي حرية الانسان، وحرية الاختيار، والحرية بالمجمل العام؟!
في كل الاحوال، تسارع الاحداث في المنطقة ينذر بولادة لعصر جديد، فقد بلغ الظلم منتهاه، ولا بد له من زوال، كسنة كونية، ومن كان يظن يوما ان الباطل يدوم فقد أساء الظن بالله، فقد قضت سنة الله في الكون التبدل والتغير.
بقلم/ د. خالد معالي