شعث في ندوة فكرية ببغداد: صفقة القرن عار لمن يقبل بها ولن تمر..

قال الدكتور نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية رئيس دائرة شؤون المغتربين ان "صفقة القرن لن تمر وهي صفعة عار لكل من يقبل بها، وان الهيمنة الاميركية الى زوال."

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان"  آخر مستجدات القضية الفلسطينية " نظمها بيت الحكمة العراقي التابع لمجلس الوزراء وبالتعاون مع مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية التابع لمجلس الأمن الوطني العراقي، في العاصمة العراقية بغداد، بحضور نخبة علمية مميزة من المثقفين والمفكرين والساسة والأدباء والباحثين.

واستعرض شعث الدور التآمري الذي لعبته الولايات المتحدة على مر التاريخ من أجل طمس الهوية والحقوق الفلسطينية، بدءا من بلفور الذي ما كان ليرى النور لولا الدعم الأمريكي، وكيف كانت المؤامرة الأوروبية على توطين اليهود غير المرحب بهم أوروبيا من أجل التخلص منهم فأوجدوا لهم وطنا يؤيهم في فلسطين.

كما أن فلسطين لم تكن مستثناة من التغيرات الدولية التي شهدها العالم بعد صعود الاتحاد السوفييتي ونشوء عالم ثنائي القطبية استفادت منه إسرائيل من الدعم الأمريكي غير المسبوق لدرء الخطر السوفييتي، مرورا بعالم ذي هيمنة أمريكية لفترة ما قبل بوتين، وصولا إلى عالم تتحدد معالمه المتعددة الأقطاب في ظل بروز دول قوية كالصين وروسيا واليابان ودول أوروبية والهند والبرازيل.

أشار شعث إلى مواقف الإدارات الأميركية السابقة من القضية الفلسطينية والتي لم يتبق منها شيء بعد قدوم ترامب، بل  إن تباهيه وغروره دفعا به إلى تقديم ما لم يحلم به الإسرائيليون قط، وشطب قضيتي القدس واللاجئين من على طاولة المفاوضات، وقطع العلاقات مع السلطة الوطنية دبلوماسيا وماليا، ضاربا القرارات الدولية والقانون الدولي بعرض الحائط وحتى على عكس بعض الأحزاب الإسرائيلية لم يعد يعترف بالأراضي المحتلة، مجيزا لإسرائيل باحتلال أجزاء منها، وألغى تبني الإدارات الأمريكية لحل الدولتين، وأخيرا اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية.

في ظل ذلك لم يتبق ما يمكن الإشارة إليه بأن تكون الولايات المتحدة راع لعملية سلام أو وسيط نزيه، بل لا يمكن اعتبارها حتى مجرد وسيط، ومن هنا نشأت مبادرة الرئيس أبو مازن بإشراك دول أخرى في علمية السلام، على أن تكون أميركا إحداها، ولكنه (ترامب) فضل على أن يسارع إلى إرضاء إسرائيل، على شكل صفقة سماها صفقة القرن، وهي كذلك بالنسبة له ولإسرائيل، ولكنها بالنسبة للفلسطينيين "صفعة القرن" وصفعة عار في جبين كل من يقبل بها، مؤكدا أنها لن تمر، مشيرا إلى أنها لم تقبل حتى عربيا ولا دوليا ولم تلقى دعم دولة واحدة، ولذلك فإنها مصيرها الفشل وان تم لها الانعقاد، وحضرها كثيرون، فليس معنى ذلك أنهم يؤيدونها، فكل له دوافعه واسبابه، ونحن نرفض أي فرض استسلام على الأمة العربية، وأن على الولايات المتحدة أن تدرك أن زمان القطبية الأحادية وحتى الثنائية قد ولى إلى غير رجعة، لأن هيمنتها أخذة في الزوال، وما هي إلا بضع سنين وسننتهي مما نحن فيه من محن.

كما أشار شعث إلى المحن التي حلت بالعراق لا سيما بعد عام 2003، العام الذي حلت به الكارثة على هذا البلد، وأنه بنهوضهم ستنهض الأمة العربية، وأنه لا يشك في ذلك، ودعا إلى اتخاذ موقف رسمي ومدني وشعبي من أجل نصرة القضية في هذا الوقت العصيب الذي يواجه فيه شعبنا وقيادتنا الحصار السياسي والمالي من كل حدب وصوب.

و أكد المشاركون في الندوة على أن حل قضية فلسطين هو مفتاح للسلام في المنطقة وعدم حلها سيبقي العالم والمنطقة في صراع وعدم استقرار، مستعرضين العلاقات الاخوة بين العراق وفلسطين والدعم العراقي لفلسطين والشعب الفلسطيني على جميع المستويات.

المصدر: بغداد - وكالة قدس نت للأنباء -