دعا رئيس المكتب السياس لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى بناء استراتيجية وطنية تقوم على أولويات التأكيد على التمسك الثابت الصارم بكل ثوابت القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها "القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على كامل التراب الوطني الفلسطيني."
وقال هنية خلال كلمته في المؤتمر الوطني الفلسطيني لمواجهة "صفقة القرن" ورفض "مؤتمر البحرين" المنعقد في مدينة غزة، مساء الثلاثاء، "إننا في حركة حماس جاهزون من الآن للقاء يجمعنا بالأخ أبو مازن (الرئيس محمود) عباس وقيادة حركة فتح في غزة أو في القاهرة أو في أي مكان"، داعيا إلى عقد الإطار القيادي المؤقت وفق اتفاقية القاهرة عام 2005 لمواجهة المؤامرات التي تواجه القضية الفلسطينية.
ودعا هنية إلى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤوننا في القدس و الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني...
وأكد هنية، على أن "الشعب الفلسطيني يقف بشكل موحد، في لحظة تاريخية فاصلة، رافضا لكل الصفقات والمؤتمرات التي تكرس الاحتلال على أرضه."
وقال "شعبنا الفلسطيني الذي ينتفض الآن في كل مكان تزامنا مع مؤتمر البحرين، استشعارا منه بالتهديد الاستراتيجي غير المسبوق، وتأكيدا على تمسكه بثوابته مهما طال الزمن وبلغت التضحيات، إن هذا الشعب لم ولن يفوض أحدا للتنازل عن حقوقه".
وأضاف "المؤتمر المنعقد في البحرين هو مؤتمر سياسي بغطاء اقتصادي مالي وبإغراءات مالية؛ هدفه التمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء الضوء الأخضر للسيطرة على كل الضفة الغربية، وفتح باب التطبيع، وإعادة تركيب مصفوفات ما يسمى الأعداء في المنطقة على قاعدة دمج هذا المحتل في المنطقة العربية".
وأشار هنية إلى" وجود دول إسلامية وقوى مقاومة تقف بكل شموخ تتحدى أمريكا وتسقط طائراتها، محيا في الوقت ذاته الشعوب العربية والإسلامية التي هبت اليوم لتعبر عن تمسكها ودعمها لقضية فلسطين، ومشددا على أن الأنظمة التي تتنازل للاحتلال عن القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال هي أنظمة لا تمثل شعوبها."
ولفت رئيس المكتب السياسي لحماس إلى أن" انعقاد المؤتمر في البحرين يتزامن مع نجاح المقاومة الفلسطينية بأسر الجندي جلعاد شاليط قبل 13 عاما"، قائلا "إن مؤتمر البحرين هو وهم متبدد".
ووجه رسالته إلى الأسرى داخل سجون الاحتلال بقوله " إن الذي حرركم بأمر الله بالصفقات المختلفة، فإن المقاومة تعاهدكم اليوم أن تحرركم مهما بلغت التضحيات".
ووجه تحيته إلى كل الدول والجهات التي رفضت المشاركة في مؤتمر البحرين، وصدرت مواقف رافضة للمخططات الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وشدد على رفض حركته لكل ما يشاع حول مخططات التوسع الفلسطيني تجاه الأردن أو مصر، مؤكدا أن حركته متمسكة بالمقاومة الشاملة حتى دحر الاحتلال عن كامل تراب فلسطين.