يسقط الإنقسام أولاً..

بقلم: أشرف صالح

أول من ذهب الى مؤتمر البحرين الشقيقة قطر وهي "البطل القومي بالنسبة لحماس في غزة" وذهبت ومصر والأردن والمغرب ودول الخليج الى مؤتمر البحرين , ونحن لا زلنا نردد الشعارات "يسقط مؤتمر البحرين" وللأسف لم يسقط شيئ إلا مصلحة المواطن حين ذهب بالأمس الى الدوائر الحكومية لقضاء مصلحته ليجد أبوابها مغلقة بسبب الإضراب, وللأسف لم نقرأ الرسالة جيداً , وهي رسالة ذهاب الدول العربية لمؤتمر البحرين , والتي تحدد ثمن الفلسطينيين بالنسبة لها , والثمن هنا ليس المقصود به المساومة أو التوقيع على مخرجات المؤتمر , إنما ذهاب هذه الدول بحد ذاته يعني أن لا قيمة للفلسطينيين , ولا وزن لهم عند هذه الدول , وكان التطبيع وصل الى ذروته في هذا المؤتمر , كما كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مبتهجة بذلك , وقالت الصحيفة أنه رغم غياب أصحاب الشأن وهم الفلسطينيون , إلا أن أجواء التطبيع كانت على أعلى مستوى , وكأن هآرتس تقول إن هذا المؤتمر للعرب وليس للفلسطينيين , وهدفه الأول هو التطبيع .

بالمنطق.. كيف نريد إسقاط مؤتمر البحرين ونحن لا نستطيع إسقاط الإنقسام!! فاقد الشيئ لا يعطيه , وهل دمر مؤتمر البحرين أحلام الشعب الفلسطيني كما دمره الإنقسام!! وهل غمس مؤتمر البحرين لقمة العيش بالدم كما غمسها الإنقسام!! وهل قتل مؤتمر البحرين مستقبل الشباب مثل ما قتله الإنقسام!! وهل وهل وهل.. إن الموضوع ليس مزاحاً , فمن العار أن نندد كشعب وأحزاب بجريمة البحرين ونحن الجناة الحقيقيين .

كان من الممكن أن أقول أن ذهاب الدول العربية للمؤتمر تأتي في صلب علم السياسة وفلسفتها , والتي تتجرد من العواطف وتتبع المصالح الشخصية , وخاصة أن القضية الفلسطينية أصبحت كرتاً محروقاً بالنسبة لغالب الدول , ولكن هناك شق عاطفي يقع فيه الفلسطينيين دائماً , وهو الرهان على الدول العربية والقوميات والتي إنتهى زمانها ورحلت مع "ياسر عرفات وجمال عبد الناصر" وبناء على هذا الشق العاطفي يجب أن نعلم نحن الفلسطينيون أنه حتى لو تبقي ذرة من زمن القوميات وتعاطف العرب تجاهنا , فالبتأكيد قد ماتت بسبب الإنقسام .

برأيي أن مؤتمر البحرين حقق نجاحاً لإسرائيل بعيداً عن مخرجاته , لأنه كان عبارة عن حفلة تطبيع بين إسرائيل والعرب , وبين أيضاً الوزن الحقيقي للفلسطينيين عند العرب لمجرد المشاركة في المؤتمر . والجريمة الحقيقية في حق الشعب الفلسطيني هي الإنقسام وليس مؤتمر البحرين . فليسقط الإنقسام أولاً .

بقلم/ أشرف صالح