في هذه الحلقة والتي تليها سنربط بين عقيدة الإيمان بيوم القيامة واليوم الآخر والبعث و... في الديانة اليهودية وخطأ القراءة العلمانية واستنتاجاتها عن طبيعة الديانة اليهودية، الذي انعكس على سوء فهم طبيعة الحركة الصهيونية وكيان العدو الصهيوني وأبعاد الصراع المختلفة، وانتهى إلى ما نحن عليه الآن من فتح كل مصارع الوطن بأيدينا ليدلف منها أشد الناس عداوة للمؤمنين وللبشرية جمعاء ليعيثوا في وطننا فساداً!
لقد تسبب خطأ قراءة علمانيي وطني لتاريخ الغرب والصراع بين الكنيسة ورجال الدين الذي انتهى بالفصل بين الدين وشئون الحياة العامة، إلى خاطئ فهمهم لطبيعة وخصائص المجتمع الغربي البشرية في كل مراحله، بما فيها العصور الوسطى التي حكمت فيها الكنيسة حكماً ثيوقراطياً باسم الرب! في خطأ فهمهم للإسلام كدين سماوي، وأن طبيعته وخصائصه الإلهية عن طبيعة اليهودية والنصرانية كديانات بشرية فقدت أصولهما وروحهما وخصائصهما كرسالات سماوية بعد التحريف الذي أحدثه عليهما الإنسان. كما أنهم لم يدركوا طبيعة الديانة اليهودية وأنها ليست كدين بشري وثني أدنى درجة من الوثنيات البشرية التي تؤمن باليوم الآخر!
لأنهم لو أدركوا ذلك لأدركوا أن الصهيونية ليست مشروع استعمار غربي، ولا القاعدة المتقدمة ورأس الحربة للإمبريالية الغربية ضد أمتنا ووطننا، ولا أنها نشأت في الفكر الديني الغربي (عقيدة الاسترجاع النصرانية)، ولا أن القومية اليهودية نشأت متأثرة بالفكر القومي الغربي، وأن عقيدتهم الدموية بسبب تأثرهم بثقافة الغرب (الاستعمارية)، ... إلخ! كانوا أدركوا أن الصهيونية نشأت في بابل، وأن يوم القيامة والبعث هو قيام دولتهم في فلسطين الجغرافية! كانوا أدركوا أن عدم الإيمان باليوم الآخر ساعدهم على الاستفادة من جميع الفلسفات الأخرى بما لا يؤثر على جوهر معتقداتهم، ولصالح تحقيق جنتهم وبعثها في فلسطين، كما ساعدهم على اختراق الفلسفات والأديان الأخرى والتأثير فيها وتغذيتها بأفكارهم الشيطانية المدمرة! كانوا أدركوا أنه ما دامت جنته هي فلسطين، والقيامة والبعث هما قيامها وبعثها، وأن نعيمه وجحيمه أو سعادته وشقائه في الأرض فقط، وأنه لا يدخل النار أبداً، فإنه اليهود كلهم سواء متدينهم وملحدهم وعلمانيهم!
اليهودية ليست دين بالمعنى الحقيقي لكلمة دين، ولا أيديولوجيا بالمعنى الشائع لمعنى أيديولوجيا، تكون ذات منهج سياسي واجتماعي واقتصادي، ونظام حياة وسلوك وفكر ينظم حياة البشر ويدير شئون دولة، وتنبثق عنها أخلاقيات تناسب تلك المناهج. ولكنها مجموعة أخلاقيات وصفات تميز أصحابها عن غيرهم، تلك الصفات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بخرافات أسطورية، تمثل أساساً اعتقادياً لدى معتنقيها. وأن اليهودية تهتم بالأعمال لا الإيمان، وهي إسلوب حياة لا عقيدة تُعتقد، ومجالها هذا العالم الحاضر وليس العالم الآخر!
فقد أقر الدكتور اليهودي الإنجليزي هربرت لوي المتعصب ليهوديته التي يعتبرها أصل كل أديان العالم: أن اليهودية ليست بحاجه الي عقيدة إيمان بغض النظر عن العالم الآتي، "وهذا هو الفارق البارز بين اليهودية والمسيحية. فمجال اليهودية ليس فيما وراء هذا العالم، أي عالم الروح، الذي لن يقدر الإنسان العائش هنا على الأرض أن يدركه. أما رجاء القيامة ورجاء الخلود، اللذان تعرفهما كل قبائل الشعوب القديمة وكافة العقائد، في وضع ما من أوضاعهما، وتحسبهما ضرورتين لازمتين، فالظاهر أنهما انسابتا إلى اليهودية من عقائد دخيلة، وربما أخذت رجاء القيامة عن الفرس أو بابل، ورجاء الخلود عن الإغريق. ولا سند لأيهما في اليهودية بالذات. أما غرضهما الأوحد فهو أن تجعل هذا العالم الحاضر ملكوتاً إلهياً قائماً على الحق والبر. وفي هذه تتميز نزعتها العقلية والأخلاقية العملية". ويضيف: "ليست اليهودية عقيدة أو نظاماً من العقائد يتوقف مع قبولها الفداء. أو الخلاص في المستقبل. ولكنها نظام للسلوك البشري وناموس البر الذي يحتم على الإنسان اتباعه".
تعدد المفاهيم اليهودية
علينا أن نعي أن تحريف عقيدة الإيمان بيوم القيامة واليوم الآخر جعل من الأفكار اللاعقلانية والليبرالية والاشتراكية وغيرها التي نجدها عند بعض المفكرين الصهاينة مجرد قشرة خارجية لا تؤثر على الجوهر الديني في شيء، ولكن استخدمها أصحابها لخدمة أهداف اليهود واليهودية. فالمنظرون الصهاينة يفضلون "الإشارة إلى تعدد المفاهيم الفلسفية التي تستطيع تحقيق عدداً كبيراً من الأهداف الأيديولوجية، وفي حقيقة الأمر فإن هذا التعدد موجود شكلاً أما الأشكال والنماذج التقليدية المتعددة للفلسفة الصهيونية من عقلانية وليبرالية ولاهوتية وتجريبية وصوفية وطبيعية، فتدخل مع بعضها في جدال ولكن جوهرها واحد، فهي:
أولاً شوفينية سافرة وإثبات (الاستثنائية) لليهود ومقابلتهم ككائنات (حيوية) (سرمدية) (واقعية) بكل الناس الآخرين (المحتملين) و(الوهميين).
وهي ثانياً خدمة مكشوفة للديانة اليهودية وتقديس للتوراة وإيمان بوجود إله إسرائيل الذي ينظر إليه كإله الحب وحامي الطبيعة والجمال، وفي النهاية إبراز مستمر "لديناميكية" ونشاط وتطور التفكير العقلاني لليهود وعلاقته مع العالم. إن طبيعة الدين اليهودي هي التي ساعدت على استفادة اليهود من جميع الفلسفات الأخرى بما لا يؤثر على جوهر معتقداتهم.
فالأفكار العلمانية التي حملها اليهود على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية لم تؤثر على الأفكار الدينية، وإنما جاءت خادمة لها. لأن خط الاتصال بين الماضي والمستقبل في اليهودية، خلافاً للحالة اللاهوتية الغربية التي استقلت عن السياسة، لذلك ظلت الصهيونية تحتوي داخلها استمرارية العلاقة التقليدية بين اليهودية والسياسة، وبقيت الرؤية اليهودية في جميع أشكالها ترفض الفصل بين الدين والدولة. وحافظت الصهيونية على بنيتها الخاصة، فانطوت على التعددية في هويتها الذاتية "بتعبيراتها الدينية والأيديولوجية والسياسية" إلى جانب التماثلية في هويتها العالمية "بتعبيراتها شبه القومية".
يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري: "الفكر القومي اليهودي رغم علمانية محتواه الظاهر فإن بنيته تجسد محتوى غيبي واضح (خاصة وأن التراث اليهودي لا يفرق بين ما هو قومي وما هو مقدس) وأن علمانية الصهيونية لم تكن إلا مضمون فكري لا يؤثر في البنية الأسطورية، وهذه حقيقة تبينها المتدينون والرجعيون وحدهم، ولذلك فقد دخلوا في تحالفات مع الصهاينة العلمانيين مطمئنين إلى أن الغلبة ستكون لهم في نهاية الأمر. وقد بين مسار التاريخ اليهودي في العصر الحديث أن توقعاتهم كانت في محلها وأنهم لم يخنهم التوفيق".
لذلك كان – ومازال - يجب ألا تخدعنا تلك الأنماط والأشكال والأطر الفكرية العلمانية التي حملها قادة الحركة الصهيونية عن حقيقة يهوديتهم، خاصة وأن المتدينين من اليهود لم يجدوا حرجاً من الانتماء إلى الحركة الصهيونية العلمانية الظاهر والعمل بإمرة قيادتها، وكذلك لم يجدوا حرجاً في التحالف مع الحركات والتنظيمات اليهودية العلمانية ظاهراً، لأنهم أدركوا أن هذا المضمون الفكري العلماني لا يؤثر على البنية الأسطورية عندهم، ولا على المطلقات اليهودية. جاء في الموسوعة الفلسطينية:
ومهما تكن قوة الاتجاهات العلمانية السائدة لدى قسم كبير من (الإسرائيليين)، فإن الأرثوذكسية الدينية في إسرائيل تستأثر بمراكز القوى والنفوذ وتحتكر السيطرة على الحياة الدينية عن طريق المؤسسات والمنظمات التابعة لهيمنتها والعاملة بتوجيه منها بموافقة الدولة أو بعجزها وتراجعها، وتتجمع مراكز القوى الدينية في (إسرائيل) في وزارة الشؤون الدينية ودار الحاخامية إلى جانب منظمات ومؤسسات دينية أخرى منها الكيبوتز الديني التابع لـ"حركة الرواد الدينية" و"أكاديمية التلمود" التي تنشر التعليم الديني، بالإضافة إلى الأحزاب السياسية الدينية والكتل التي تتألف منها أو الأجنحة العمالية التابعة لها.. إن السلطة الدنيوية نفسها تسعى إلى محاباة السلطة الدينية.
لقد قبل اليهود المتدينين التحالف مع اليهود العلمانيين ظاهراً لأنهم مطمئنين أن اليهودي يبقى يهودي بغض النظر عن الفكر الذي يحمله: "بعض الناس يقولون أن اليهودي الصهيوني هو صهيوني أولاً ثم اشتراكي أو رأسمالي ثانياً إلا أن وقائع الحركة الصهيونية تبين لنا أن اليهودي الصهيوني هو على المدى الطويل يهودي صهيوني ولا شيء آخر".
الماركسية والاشتراكية
الفلسفة الماركسية والاشتراكية كانت من أكثر الفلسفات التي تأثر بها المفكرون الصهاينة. والمعروف أن الماركسيين والشيوعيين هم أكثر المثقفين وحملة الفكر رفضاً للقومية والدين، إيماناً منهم بفكرة الأممية التي دعا لها الفكر الماركسي. لكننا نجد ماركسي اليهود الأكثر تعصباً للدين و(القومية اليهودية)، فهذه جماعة (حارس الفتى) الماركسية اليهودية تطالب بفتح باب الهجرة على مصراعيه إلى فلسطين أمام المهاجرين اليهود. كما أنها عارضت تشغيل العرب في مزارع المغتصبات الصهيونية التي منحها الاحتلال البريطاني للمستجلبين اليهود لفلسطين. كما أنهم بدل أن يندمجوا في مجتمعاتهم القومية عرقياً رفضوا ذلك، ورفضوا أي أرض غير (الأرض اليهودية) لإقامة (دولتهم الموعودة) عليها، تلك الدولة التي لا يحكم فيها إلا من كان يهودياً، ولا تعترف بحق المواطنة فيها لغير اليهودي. وطالبونا بضرورة فهم التقسيم الطبقي لـ(لمجتمع الإسرائيلي)، وضللونا بكذبة أن الأحزاب الحاكمة تقف إلى جانب القوى (الاستعمارية) والإمبريالية، وأن الأحزاب اليسارية تقف إلى جانب الكادحين من فقراء العالم، وأن وقوفنا إلى جانبهم ومساعدتهم في الوصول إلى السلطة كفيل بإنهاء التناقض والصراع بيننا وبين العدو الصهيوني، لأنه كما قال الرجل الثاني في إحدى التنظيمات الماركسية الفلسطينية عام 1981: في حال فاز حزب راكاح الشيوعي الصهيوني في الانتخابات؛ سينتهي الصراع مع العدو الصهيوني، وستتحد القوى التقدمية العربية والصهيونية معا، لنخوض معركة الصراع الطبقي في المجتمع العربي و(الإسرائيلي) للوصول إلى الدولة الأممية! علماً أننا لم نسمع من الصهاينة الاشتراكيين أو الشيوعيين اعترض على حرية الاستثمار الفردي أو حرية التملك الفردي، في كيان العدو الصهيوني وذلك دليل على عدم اكتراثهم لأفكارهم الاشتراكية التي اتخذوها وسيلة لتحقيق أهدافهم ولم يكن إيماناً عقائدياً.
يقول الدكتور حامد ربيع معلقاً على قول القائلين بضرورة تقسيم المجتمع اليهودي في فلسطين إلى طبقات واتجاهات سياسية: "هذا المنطق هو الذي بدأت تردده الدعاية (الإسرائيلية) عقب نكبة حزيران 1967م وسقوط القدس بأيديهم، وبشكل خاص عقب (مبادرة روجرز) وتحت ستار الانفتاح على (اليسار الإسرائيلي) وهو منطق استطاعت أن تخطط له الدعاية (الإسرائيلية) بدقة ونجاح، وغايتها: إضعاف إرادتنا في المواجهة من جانب، والتسرب في سبيل إيجاد المصالح المتكاتفة والمترابطة مع الوجود (الإسرائيلي) من جانب آخر. الأدوات كانت عديدة، ولكن أحدها كان التلاعب بفكر (اليسار في المجتمع الإسرائيلي) .... ووقع في هذا الخطأ - وليكن بحسن نية- بعض المفكرين العرب ولو أنهم عادوا إلى المؤلفات العلمية الصادرة عن علماء صهاينة ينتمون إلى الجامعات العبرية نفسها لوجدوا أنهم ينفون عن (الأحزاب الإسرائيلية) التي يصفونها باليسارية، ويعلنون أن المنطق اليساري لا وجود له في الأيدولوجية الصهيونية.... ويصير هذا التحليل أكثر وضوحاً وصراحة في مؤلف (الإسرائيلي أنتوفسكي) الذي يعلن أن (عملية التمييز بين اليسار واليمين لا يمكن في (المجتمع الإسرائيلي) إلا أن تعود إلى نتائج مشوهة".
هل نسي اليسار العربي والإسلاميين الانشقاق الذي حدث في الحزب اليساري الصهيوني (بوعالى زيون) في مؤتمره المنعقد في أيلول/سبتمبر 1922م "بغرض الاختيار بين الاندماج في الحركة الشيوعية العالمية المعروفة آنذاك بالأممية الثابتة أو (الكمنترون) وبين الاندماج في المؤتمر الصهيوني، انتهى إلى أن اختارت أغلبية أعضائه (نحو 300 عضو) الصهيونية وتحولت إلى قادة لحزب الماباي، في حين اختار الباقون (حوالي 150 عضواً الشيوعية)"؟! أم نسوا ما فعله أعضاء حزب (البوند) اليهودي الشيوعي في روسيا ومؤامراتهم في السيطرة على الثورة الروسية لصالح اليهود، واغتيالهم لينين رفضاً منهم التخلي عن يهوديتهم، ومن أجل استغلال الثورة الروسية لصالح اليهود؟! أم نسوا دور الشيوعيين العرب من القضية الفلسطينية ذاتها وبياناتهم ضد المجاهدين في فلسطين واعتبارهم عملاء للبرجوازية الغربية؟!
ولعل الرأي العالم العربي لا يعرف أن الشيوعيين من اليهود والعرب قد ألفوا منظمة إرهابية خاصة بهم هي: منظمة أشتيرن المعروفة وأن جميع أعضائها من الشيوعيين الذين حاربوا في صفوف الصهاينة ضد العرب. وأن معظم رجال الهاجاناه والبالماخ من أعضاء حزب المابام الشيوعي وأن يجتال آلون الذي كان يحاصر القوات المصرية في الفالوجا شيوعي صهيوني، وأن زميله إسحاق ساديه قائد البالماخ من أقطاب الفكرة الشيوعية ومفكريها الأفذاذ وأن كتاباته عن المذهب الشيوعي لا تقل أهمية عن كتب لينين في نظر الشيوعيين اليهود".
فالاشتراكية كغيرها من الأزياء الأوروبية الأخرى التي ارتداها الصهاينة لكي يخدعوا بها أعدائهم من غير اليهود، فنحن إذا ما أخذنا أبسط الأنماط الاشتراكية التي يقال أنها تعبر عن اشتراكية اليهود وهو "الكيبوتس" أو "الموشاف"، وألقينا الضوء عليه وعلى كيفية استخدام اليهود لهذا النمط الاشتراكي للدعاية (لدولة اليهود) عند جميع العقائد والاتجاهات الفكرية الأوروبية، عرفنا إلى أي مدى يبقى اليهودي يهودي "وأن العقائد الأوروبية التي تأثر بها اليهود وفي مواطنهم الأصلية سخروها عندما استجلبوا إلى فلسطين. كما لو كانت هذه العقائد (خبرات في الإدارة او التكنلوجيا) من شانها أن تفيد مصلحة المشروع. وهي تستمد قيمتها من أنها تفيد مصلحة المشروع".
ومع خيبة أمل اليساريين العرب في مواقف الحزب الشيوعي اليهودي التي أعلنت عنها إحدى الصحف (الإسرائيلية) ونقلتها صحيفة "أخبار فلسطين" بتاريخ 19/4/1995م:
"إن الوطنيين العرب. في إسرائيل وقعوا في خطأ كبير عندما ظنوا أن الحزب الشيوعي يتخذ مواقف على ضوء السياسة التي تنتهجها دول المعسكر الشرقي تجاه القضايا العربية! ولكن سرعان ما خاب أمل العرب عندما تضامن الحزب الشيوعي في (إسرائيل) مع باقي الأحزاب الأخرى في البرلمان اليهودي – الكنيست - وشجب تصريحات (والتر أولبرخت) أثناء وجوده في القاهرة تلك التصريحات التي أعلن فيها عدم اعترافه بوجود (الدولة اليهودية)، وكذلك تحدث (موشيه سينه) أحد زعماء الحزب عن عدم اعتراف الحزب الشيوعي اليهودي بمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعلن تضامنه مع بقية الأحزاب في محاربة أهداف منظمة التحرير".
... يُتبع
مصطفى إنشاصي
التاريخ: 26/6/2019
[email protected]