رأى ذاته يسير في ممرات على جانبيها شجيرات غريبة. كان مندهشا من وجوده هناك، لكنه كان يلفّ في الممرات بخطوات مجنونة، وشعر بأنه يختنق، لأنه لم يجد طريقا للخروج من متاهة جعلته يشعر بالضيق، لكنه ظل يحاول الخروج من وجوده في متاهة، وفي كل مرة كان يرى طريقا مغلقا، وظلّ يعود إلى نقطة البداية، فاتجه باتجاه ممر آخر، لكنه رأى ذاته في نفس المكان، الذي سار منه قبل دقائق، فجلس من شدة التعب على التراب، وراح يفكّر في كيفية الخروج من المتاهة، بدأ بالسير باتجاه شجيراته بدت له أعلى من الشجيرات، رأى نفسه فيها في كل مرة، إلا أنه وصل في النهاية إلى طريق مغلق، فعاد مرة أخرى من ذات الطريق، لكنه تاه وبدأ بالصراخ، وجلس على الأرض، وغلبه النعاس، ونام لفترة من الزمن، وستيقظ من زخات المطر التي بللته، فاختبأ بين الشجيرات حتى يتوقف المطر، ومرة أخرى راح يفكّر في آخر اتجاه سيسلكه بعد توقف المطر، وبعدما توقف هطول المطر بدأ بالسير في ممر لم يسلكه من قبل، وسار لمدة ربع ساعة ورأى من بعيد فتحة، فسرّ من رؤيته لمخرج من متاهة جعلته يفقد صوابه طيلة ساعات من دوران في ممرات شجيراته غريبة وعندما وصل المخرج فرح كثيرا وركع على ركبيته وقال: يا لهذه المتاهة، ووقف على رجليه ونظر إلى فتحة المتاهة، لكنه لم ير أي شيء، فانهدش وقال في ذاته: للتوّ خرجتُ من متاهة، فأين اختفتْ؟ وسار في طريقه وتمتم معقول أن تكون ممرات مسّحورة، فيبدو أنني وقفتُ في مكان ترصده الجنّ، لأنه خيّل لي أن أحدا كان يوشوش في أُذني أخرجْ لئلا تموت هنا..
عطا الله شاهين