صفقة القرن ووهم الارقام...والخروف الخليجي

بقلم: عبد الرحمن القاسم

خواء وسطحية وتفاهة صفقة القرن ليس مرتبطا بحجم مستوى الحضور والتمثيل الرسمي طبعا وغياب واعتراض الجانب الفلسطيني على الورشة ومخرجات ما سميت  ورشة المنامة وانها الشق الاقتصادي من الصفقة فقط , ولا في كون ان القضية والحقوق التاريخية وحتى عذابات وتضحيات الفلسطينيين ومن ناضل معهم عربا ومسلمين وحتى اممين لا يجب اختزالها في مبلغ من المال, وان المال قليل او كثير لانه حتى هناك اشياء كثيرة ليس لها مقابل مادي ولن تعوض اموال الدنيا قدسية الارض والانسان لمن يملك الارض ولديه شهيد او اسير او جريح فقط. ولا حتى الشعارات التي قد نختلف او نتفق عليها وان السيناريو والاخراج والحضور الكومبارس كان سيئا وهزيلا. واذا ما تجاوزنا كل ذلك ولبسنا كما يقال محامي الدفاع عن الشيطان او اعتبرنا انفسنا بلا تاريخ وعواطف ومجرد اناس نتعامل بالارقام المجرد.

 

فان الخدعة الاولى هى ما يسمى بوقع الرقم للوهلة الأولى او الإبهار على نظام الاشهارات والترويج لسلع استهلاكية, وحتى في مجال الصحافة يستخدم نفس الرقم أما للتقليل أو التضخيم كان نقول تبرعت الدولة بمليون دولار او تبرعت الدولة بقرابة 4 مليون شيكل او في دولة اخرى نقول عشرة ملايين ليرة او درهم ما يعادل المليون دولار وقبل الدخول في التفاصيل المبلغ فقد يكون المبلغ لفترة زمنية طويلة او بالكاد ثمنا لآلة, وهو ما حصل في كذية وزيف ال 50 مليار دولار للشق الاقتصادي للوهلة الأولى وخاصة لغير المعنيين بالتفاصيل او المراقبين تبهر المستمع او القارئ, وبالدخول الى التفاصيل فان 50 مليار مقسمة11: ـ 15 مليار دولار من المنح و25 مليار دولار من قروض مدعومة ونحو 11 مليار من رأس المال الخاص. و حصة "فلسطين الجديدة" حسب الشق السياسي والتي بنوده ليست بها بنود تذكر ولها تفصيل في مقام اخر,  هي 27,5 مليار دولار وقد يكون الرقم صدفة او مقصود حيث ان مساحة فلسطين 27 الف كيلو متر مربع وحتى 27 مليار ليست دفعة واحدة موزعة على سنوات عشر على شكل قروض ميسرة مما يعنى الارتهان للبنك الدولي وشروطه, وقرابة 7 او 8 مليار استثمار قطاع خاص وان جاز التعبير بالكاد تحصل "فلسطين الجديدة" على 6 مليار كمنح وهذا الرقم ايضا قريبا من مساحة "فلسطين الجديدة "6220 كيلومتر مربع, وقبل اقتطاع مساحات إضافية للكتل الاستيطانية وغور الاردن. واذا كانت تكلفة بناء الممر بين غزة والضفة تساوي 5 مليار دولار بالكاد يبقى مليار سيذهب مصاريف ادارية للجان الدولية التي ستتولى الإشراف والإنفاق. وحتى هذه الارقام وعلى الرغم من قلتها مجرد وعود قد تاتي وقد لا تاتي لانه لم يرد نصا ملزما ولا احد الزم احدا بالدفع انما العمل على تجميع هذه المبالغ وبالأحرى "شحدتها" والارتهان للتقلبات السياسية في هذه الدولة او تلك او قناعة المستثمر والقطاع الخاص بجدوى الاستثمار في منطقة"اسلوا" قبل قرابة ثلاثة عقود وتحويل ما تبقى من فلسطين وقبل "فلسطين الجديدة الى سنغافورة الشرق الاوسط وليس الى صومال افريقا الفقيرة,

وتبعها مؤتمرات ووعود عربية فيما يتعلق بدعم القدس وصمود اهلها وملايين الدولارات رصدت والتى تراكمها اصبح مليارات.وحتى شبكة الامان العربية 100 مليون دولار تراكمت,

وقد يتذكر البعض انه بعد الحرب العدوانية الاسرائيلية وتدمير قطاع غزة 2008 قرارات مؤتمر اعمار غزة والذي عقد في شرم الشيخ 2009 ووصل مزاد الاعمار الى 4.5 مليار دولار. فهي مجرد ارقام تذهل وتصدم للوهلة فاعمار غزة وحده يحتاج لتلك المليارات فعن أي رخاء اقتصادي وفرص عمل أمام هذه الارقام الهزيلة.

فأرقام هزيلة وغير مضمونة وحتى لو انفق بعضها ففي أي لحظة تذهب ادراج الرياح لصالح ورقة انتخابات حكومة الاحتلال فأين الميناء الذي تبرعت به دول اوروبية او المطار في غزة او حتى محطة كهرباء تحلية مياه, ثمنه غارة من قبل جيش الاحتلال,

فرقم 7 او عشرة مليار او عشرين مليار عدا انه غير مضمون ومهدد ان يصبح اثرا بعد عين جراء سياسات الاحتلال ليس كبيرا او مبهرا اذا علمنا ان ميزانية بعض الدول الاقليمية 100 او مئتين مليار دولار أي ان 10 مليارات او اكثر ولعشر سنوات قادمة هي  ميزانية لقطاع التعليم او الاطفال او العناية بكبار السن في بعض الدول. فعلى سبيل المثال اخر اتفاقية شراء اسلحة لدولتين خليجيتين 8 مليار دولار.

والاهم من تقسيمات وتفاهة الارأقام وتحمل دلالات خطيرة وتعكس انبطاح وذل المروجين للصفقة ان 50 مليار دولار وعود امريكية بتحمل20% والاتحاد الاروربي 10% ودول الخليج 70% وهل دول الخليج هم سبب الاحتلال والتشريد واللجوء والدمار لفلسطين ومن المفروض ان تتحمل كل التبعات المالية والقانونية والتعويضات بريطانيا اساس البلاء وامريكا واسرائيل سبب الخراب والتدمير في المنطقة العربية وليس فقط فلسطين.أ

 

 

شمل بنود الشق الاقتصادي للصفقة التي أعلنها البيت الأبيض بشكل رسمي
- تنفيذ استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في قطاع غزة والضفة الغربية والدول العربية المجاورة
ـ تنفيذ 179 مشروعا للبنية الأساسية وقطاع الأعمال في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المجاورة
ـ دعم توسعة موانئ ومناطق تجارية قرب قناة السويس وتطوير المنشآت السياحية في سيناء
ـ إقامة ممر بين قطاع غزة والضفة الغربية بتكلفة 5 مليارات دولار
ـ تحديث خطوط الكهرباء بين مصر وغزة وإصلاحها لزيادة إمدادات الكهرباء
ـ توفير أكثر من مليون وظيفة في الضفة الغربية وغزة وخفض معدل الفقر بنسبة 50%
- تحسين التعاون الفلسطيني مع مصر وإسرائيل والأردن للحد من الحواجز التنظيمية أمام حركة السلع والأفراد الفلسطينيين

نشر البيت الأبيض، السبت، رسميا تفاصيل الشق الاقتصادي من المبادرة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط المسماه بـ"صفقة القرن".

جاء ذلك في تقرير من 95 صفحة تحت عنوان "السلام من أجل الرخاء"، وشرح بالتفصيل بنود الخطة المقرر أن تنفذ على مراحل خلال مدة زمنية تمتد لـ10 سنوات.

وفيما يلي أبرز 14 بندا وردت في الخطة حسب قراءة أعدها مراسل "الأناضول": 

1- تنفيذ استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في قطاع غزة والضفة الغربية والدول العربية المجاورة للأراضي الفلسطينية، على أن تكون بقيمة 27.5 مليار دولار في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى استثمارات بقيمة 9.1 مليارات دولار، و7.4 مليارات دولار، و6.3 مليارات دولار للفلسطينيين في مصر والأردن ولبنان على التوالي

2ـ تنفيذ 179 مشروعا للبنية الأساسية وقطاع الأعمال في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المجاورة، تستهدف بشكل رئيسي قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والطاقة والمياه والتكنولوجيا والسياحة والزراعة 

3ـ من بين المشروعات المذكورة سيتم تنفيذ 147 مشروعا في الضفة الغربية وغزة و15 في الأردن و12 في مصر، و5 مشاريع في لبنان

4ـ إقامة ممر بين قطاع غزة والضفة الغربية بتكلفة 5 مليارات دولار.

5ـ تخصيص عشرات الملايين من الدولارات لعدة مشروعات تهدف لتحقيق اتصالات أوثق بين قطاع غزة وسيناء في مصر من خلال الخدمات والبنية التحتية والتجارة.

6ـ تحسين التعاون الفلسطيني مع مصر وإسرائيل والأردن للحد من الحواجز التنظيمية أمام حركة السلع والأفراد الفلسطينيين.

7ـ تحديث خطوط الكهرباء بين مصر وغزة وإصلاحها لزيادة إمدادات الكهرباء.

8ـ توسعة موانئ ومناطق تجارية قرب قناة السويس ، فضلا عن تطوير المنشآت السياحية في سيناء القريبة من البحر الأحمر

9ـ تطوير صناعة السياحة الفلسطينية بقيمة 950 مليون دولار وتحويل مناطق فلسطينية لوجهة سياحية عالمية ناجحة

10ـ توفير أكثر من مليون وظيفة في الضفة الغربية وغزة وخفض معدل البطالة لرقم في خانة الآحاد وخفض معدل الفقر بنسبة 50 في المئة

ـ التمويل 

وفق ما نشره البيت الأبيض ما زالت الإدارة الأمريكية تبحث عن ممولين لصفقتها المقترحة

وذكر البيان أنّ التمويل سيكون كالتالي

12ـ يأمل البيت الأبيض أن تكون دول الخليج بين أكبر المانحين.

13ـ تودع المبالغ التي تجمع من خلال هذا المسعى الدولي في صندوق يؤسس حديثا لدعم اقتصادات الأراضي الفلسطينية والدول الثلاث (مصر والأردن ولبنان) ويديره بنك تنمية متعدد الجنسيات

14ـ يدير الأموال مجلس محافظين يحدد المخصصات بناءً على مقترحات المشروعات.

وفي فبراير/شباط، أجرى مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، جولة خليجية شملت سلطنة عمان، والإمارات، والسعودية وقطر، لبحث "صفقة القرن" مع مسؤولي تلك الدول لاسيما الشق الاقتصادي منها.

وحينئذ، قالت وسائل إعلام أمريكية أن جولة كوشنر تهدف إلى "الحصول على دعم الدول الخليجية لتلك الصفقة".

ومن المنتظر أن يعرض كوشنر الشق الاقتصادي الخطة الأمريكية خلال "مؤتمر المنامة" في البحرين يومي 25 و26 يونيو/حزيران الجاري.

و"صفقة القرن" خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.ضرورة المطالبة الفورية بتنفيذ قرارات مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في الثاني من مارس 2009 بعد الحرب الأولى على غزة، حيث تعهد المانحون خلال المؤتمربتقديم 4.5 مليار دولار لإعادة اعمار قطاع غزة. واقترح إنشاء هيئة خاصة لإعادة إعمارالقطاع، ممثلة

عبد الرحمن القاسم ...