قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، إن كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية باءت وستبوء بالفشل الذريع.
وشدد أبو مرزوق في تصريحات له، اليوم السبت، على أنه لا "تنازل عن الأرض الفلسطينية، ولا بديل عن حق العودة والمقاومة لاسترداد الحقوق".حسب ما نقل عنه "المركز الفلسطيني للإعلام"
وأثنى على "الصمود الكبير" للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، في وجه المؤامرات التي تستهدف قضيته وصفوفه.
وأكد القيادي في حركة حماس، أنه "لن يكتب للخطة (صفقة القرن) النجاح طالما الموقف الفلسطيني موحد وثابت ومسنود بالرأي العام العربي والإسلامي".
وأشار إلى أن صفقة القرن تفشل بـ "تعزيز المقاومة والوحدة الوطنية والتفاعل الجماهيري والاتصالات السياسية وشحذ الإعلام لمواجهة الصفقة وتوعية الجماهير".
وتابع: "وهنالك استحقاقات راهنة باستمرار المقاومة ووقف التنسيق الأمني ورفض كل الاتفاقيات التي تضر بمستقبل الشعب الفلسطيني ونحن شعب ليس أمامه إلا الانتصار".
وأوضح أن صفقة القرن ترتكز على محورين؛ الأول "سياسي ويهدف إلى إنهاء الملفات الأساسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية كما حدث مع القدس، واللاجئين، والاستيطان".
وتابع: "في المقابل يهدف المحور الاقتصادي إلى استخدام المال كعصا وجزرة في آن واحد، ومحاولة خلق حل هجين للدولة الفلسطينية ككيان أقل من حكم ذاتي منزوع السيادة على مجموعة من الكنتونات الفلسطينية".
وأكد أن صفقة القرن وورشة البحرين "وُجدت كتسويق لأفكار إسرائيلية على أنها مقترحات أمريكية جديدة".
وأردف: "صفقة القرن جاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وليس إيجاد حل عادل لها، إضافة إلى سعي الولايات المتحدة لدمج الكيان الصهيوني مع مكونات الإقليم".
وبيّن: "هذا إلى جانب التطبيع العربي الإسرائيلي والعداء لإيران وتحميل الحكومات في بلاد اللجوء أعباء اللاجئين الفلسطينيين".
وجدد التأكيد على أن "حركة حماس تتخذ موقفًا واضحًا وحاسمًا يرفض صفقة القرن جملة وتفصيلًا. وتحذَر أي جهة تعمل على إنجاحها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ونرى أن فرص نجاحها ضعيفة وأنها تحمل فيها بذور فشلها وسنفشلها بكل الوسائل المتاحة لدينا".
وتابع: "يأتي مؤتمر المنامة الاقتصادي بعد مؤتمر وارسو الأمني، وتوظف إدارة الرئيس ترمب الهيمنة الأمريكية لفرض وقائع على الأرض تستبق طرح الخطة الأمريكية لتسهيل فرضها رغبة منها للوصول إلى وأد كامل لحقوق الشعب الفلسطيني".
وذكر: "ليست المشكلة الأولى التي تمر على شعبنا الفلسطيني، ومشاريع التصفية مستمرة منذ هجرة الفلسطينيون، والعالم العربي كان جزءًا من الوضع المأساوي للفلسطينيين وأحيانًا كان عكس ذلك".
واستطرد: "الخطة الاقتصادية هزيلة أصلًا وفرقعة في الهواء، وليست حقيقة على أرض الواقع لتغير الواقع الفلسطيني، وحتى وإن غيّرت الواقع فقضيتنا سياسية وليست اقتصادية وليست عمارات نبنيها ولا شوارع نشيدها ولا مصانع ننشئها".
وبيّن أبو مرزوق، أن القضية الفلسطينية "شعب يجب أن يعود وأرض لابد لها من التحرير". مشددًا على أن "الحاضر في مؤتمر البحرين غائب والغائب رافض للإجراءات الأمريكية".
وأشار إلى أن الوضع الفلسطيني يمر في مأزق شديد، في ظل استمرار مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة أن يواجه الفلسطينيون كل استحقاقات المرحلة بالوحدة والشراكة الوطنية.
واستدرك: "يجب أن نرمي بعيدًا كل الضغوطات الخارجية التي تقع على الشعب الفلسطيني أو السلطة في رام الله؛ حتى نستطيع التوحد".
وأوضح: "بمعنى أننا كلنا شركاء في المستقبل وفي الحاضر وفي الواقع السياسي ومن يحدد هذه الشراكة قدرها ووزنها هو الشعب الفلسطيني نفسه".
ورأى: "بلا شك نحن كفلسطينيين علينا أن نغير هذا الواقع وأن نواجه كل استحقاقات المرحلة بكل قوانا وأول هذه الاستحقاقات وحدة الشارع والموقف والجسم الفلسطيني".
ولفت النظر: "نحن نريد أن نذهب جميعًا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يوافق عليها الجميع، ثم تشرف هذه الحكومة على انتخابات تحدد كم لكل فئة من فئات الشعب الفلسطيني نصيبها من هذه المشاركة".
ونوه إلى أن ذلك: "حتى نستطيع في نهاية المطاف تشكيل قيادة فلسطينية واحدة وهذه القيادة الفلسطينية الموحدة هي التي تتولى التخطيط لمواجهة كل ما هو متعلق بهذه الصعاب، أما ونحن منقسمين فلا نستطيع أن نواجه لا تهويد القدس ولا الاستيطان ولا حصار قطاع غزة".
وعبّر عن أمل حركة "حماس" بأن يكون هناك خطوات لأجل المصالحة. وقال "الأشقاء في مصر قدّموا على ما أعلم لحركة فتح ورقة فيها عدة قضايا تتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وفتح استجابت بنعم ولكن، وبكل الأحوال لم تعرض علينا بعد ولم نبدِ بها رأيًا"،مضيفا "نحن مع أي جهود لصالح المصالحة الفلسطينية شريطة أن تكون مبنية على الشراكة الوطنية دون استثناء أحد من تحمل تبعات الهم الفلسطيني،
وعلى النهوض بمنظمة التحرير لتصبح جامعة للكل الفلسطيني على أن تتولى المرحلة القادمة حكومة وحدة وطنية من كل الفرقاء الفلسطينيين لكي تحمل العبء خصوصًا وأننا أمام مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية تجري بصور مختلفة .
متابعًا: "نحن نأمل أن يطبق قرارات المركزي خصوصًا ما يتعلق بإيقاف التنسيق الأمني ومقاومة الاحتلال في الضفة الغربية".
وطالبت أن يكون بيننا (حماس) وحركة فتح مواقف متينة لمواجهة جميع المخططات التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
ودعا إلى ضرورة "الكفاح الجماعي" للوصول والحفاظ على الوحدة الوطنية وأن "تكون منظمة التحرير الفلسطينية الإطار الجامع للكل الوطني، بلا استثناء، وأن تنهي مشروع أوسلو الذي دمّر مستقبلنا وأنهك قوانا وفرّق وحدتنا".
وحول معيقات إتمام المصالحة؟ قال أبو مرزوق "الحقيقة أن الموقف السياسي العام لحركة فتح رفض أي لقاء مع حماس حتى تنصاع لتنفيذ ما تطلبه فتح من تطبيق جزئي للاتفاقيات الموقعة مركزّة فقط على تفاهم 2017، ومنذ فترة طويلة لم تلتقي حركتي حماس وفتح بقرار من فتح، ويجب أن لا تكون هنالك قطيعة بين الفلسطينيين ولا بأي حال من الأحوال، ولا يجوز أن يكون عائق اللقاء بين القوى الوطنية موجود في أي حال من الأحوال،
وما تراه فتح باختصار هو تسليم كل شيء في قطاع غزة كأنه لا يوجد في الساحة الفلسطينية طرف سوى فتح، ونحن نقول بأن السلطة الفلسطينية والحكومة القادمة يجب أن يشارك فيها الجميع ويتشارك في مسؤوليتها الجميع.
وقد استلمت السلطة الوزارات والمعابر ثم ما لبثت وأن انسحبت منها ساعية لضغط إضافي على أهلنا في القطاع، ولم يجلسوا جلسة واحدة للمناقشة العملية في موضوع الأمن وملفاته.كماقال