بعد أنْ وصلتْ حياته إلى حافّةِ الانهيار بسبب هجرانِ امرأته له، وبات منذ ذلك الوقتِ يسهرُ فيها كل ليلةٍ ويشرب مشروبات روحية، مع أصدقائه، رأته خادمته ذات صباحٍ، وعطفتْ عليه، وراحت تتحدثُ إليه، لكي لا يستمرّ في حياته، التي كادتْ أن تقتلَه بسبب جنونِ شُربه لمشروباتٍ تجعله محطّما، كان يسمع حديثها باهتمامٍ، وبعد أن أنهتْ حديثها، قال لها: معكِ حقّ، فأنا بتّ منهارا من ابتعاد امرأتي عني، التي تطالبُ بالطّلاق، غير أنني أريدُ منها العودةَ لتسويةِ المشاكلِ العالقة، وعند المساءِ أتى أصدقاؤه كالعادةِ للسّهر، إلا أنّه اعتذرَ منهم، وغادروا متعجبّين، وراح يهتمُّ في البحثِ عن عملٍ جديدٍ، وبدأَ في اليومِ التّالي الاتصالَ بالشّركاتِ لإيجادِ وظيفة، وبعد أنْ حصلَ على عملٍ، أتى صوب الخادمةِ، وقال لها: لولا حديثك المقنع، لما عدتُ إلى حياتي المعتادة كالماضي، فأنا لم أعدْ أرغب في حياة التبذيرِ على أشياء ربما ستقتلني إذا ما اسْتَمْرَرْتُ في شربِها، فابتسمتْ له الخادمة، وقالت له: أنتَ هكذا أفضل، فحين رأيتُكَ منهاراً من مشاكلكَ، وحزنكَ، عطفتُ عليكَ، لأنك لا تستحقّ أن تقتل نفسكَ من أجل امرأةٍ، رغم أنك تحبّها، فابتسم لها: وقال فعلا، سأظلّ أحاول أن أقنعَها للعودةِ إلى حياةِ الزّوجية..
عطا الله شاهين