اعربت الفعاليات الوطنية في القدس عن رفضها التام لمبادرة رئيسة بلدية باريس ان هيدالغو، الموافقة علي طلب المجلس الكنسي اليهودي ، تدشين ما يسمى "ساحة القدس" في أحد شوارع العاصمة الفرنسية.
واعربت الفعاليات في بيان عن الغضب والرفض المطلق لهذا القرار ، واعتبرته وصمة عار على السياسة الفرنسية اتجاه الفلسطينين ككل والمقدسيين بشكل خاص.
وقالت ان القدس هي مدينة محتلة منذ عام 1948 حيث سيطرت اسرائيل على أحياءها الغربية وضمتها لباقي الاراضي الفلسطينية التي احتلتها. وفي العام 1967 قامت باحتلال القسم الشرقي من المدينة ، ولم تتوانى منذ ذلك الحين عن ممارسة ابشع الممارسات من تطهير عرقي و هدم للقرى الفلسطينية المحاذية لها وتهجير سكانها وارتكاب مجازر بحقهم والاستفراد بالقرارات المتعلقة بمصيرهم و فرض سيادة الامر الواقع عليهم وحرمانهم من حقوقهم.
واضاف البيان ان تخاذل المجتمع الدولي في الوقوف بوجه اسرائيل ومنحها شرعية على الارض ما لبث ان ساهم بطريقة أو بأخرى بمساعدتها على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية على الارض.
واكد البيان "اننا نرفض أن يتم إطلاق اسم مدينتنا على ساحة في وسط باريس بهدف تثبيت وجود المستعمرين و المستوطنين اللذين احتلوا وطننا ويحاولون بشتى الطرق تغيير معالم مدينتنا المقدسة ، ونطالب بإنصافنا تاريخيا كابناء القدس و معاملتنا أسوة بالآخرين بالعدل والحرية و المساواة ، غير متناسين ان رئيسة البلدية اتخذت هذا القرار المجحف بحقنا و بحق مدينتنا ليتسنى لها استخدام الأصوات اليهودية في انتخابات البلدية العام المقبل ، وانتخابها مرة اخرى على حساب وجودنا وتاريخنا كشعب تحت الاحتلال ."
واضافت ، "أننا نتوجه برسالتنا هذه لأصدقائنا في فرنسا طالبين منهم منع ووقف تنفيذ هذا القرار الذي يتحدى وجودنا في القدس كفلسطينين مقدسيين بكافة مكوناتنا، و نحن نعلم و لا يمكن ان ننسى ما قدمه المتضامنون الفرنسيين من أفراد و مؤسسات على مدى السنوات الماضية لخدمة القضية الفلسطينية ."
واضاف البيان " ان مبادرة بلدية باريس في هذا الوقت الذي تواجه فيه القضية الفلسطينية و مدينة القدس المحتلة تحديدا احلك الظروف و أصعبها وسط اعترافات أمريكية و محاولات لفرض شريعة الغاب وتغييب الطرف الفلسطيني عن الصراع و الاستفراد بالقدس و فرض واقع جديد كأنها عاصمة دولة الاحتلال ، متناسين الوجود العربي الفلسطيني الاسلامي و المسيحي في المدينة المقدسة .
يذكر ان صياغة قرار تدشين الساحة جاء استجابة لطلب رئيس المجلس المركزي لاتحاد الجاليات اليهودية في فرنسا، جويل ميرغي ، خلال زيارة رئيس دولة الاحتلال روفين ريفلين في 24 كانون الثاني لمقر بلدية باريس.