المصيبة أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى قضيتنا الفلسطينية على أنها قضية إنسانية، وهذا ما رأيناه في ورشة البحرين، التي تريد الإدارة الأمريكية رصد 50 مليار دولار لتحسين حياة السكان الفلسطينيين، وهنا تبدو خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ صفقة القرن واضحة المعالم من خلال طرحهم لحلول اقتصادية ألا وهي تجاهلها لحقوق الفلسطينيين، فهل تعتقد واشنطن بأن الحل الاقتصادي سيؤدي إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟
فلا شك بأن تحويل المسألة الفلسطينية إلى عقارات في تساوم جليّ على حقوق الفلسطينيين لا يجلب السلام البتة، فصفقة القرن المقترحة تريد إرغام الفلسطينيين على تقديم تنازالات مجحفة لمصلحة إسرائيل، أي تريد أن يتنازل الفلسطينيون عن القدس الشرقية وقضية اللاجئين، لكن ما يستفز من تصريحات تصدر عن الإدارة الأمريكية بشأن صفقة القرن، التي تقول واشنطن بأن خطة السلام تعدّ الأكثر طموحاً، والأكثر شمولاً، بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني حتى الآن، فمؤنمر المنامة كما رأينا أماط اللثام عن جوهر الصفقة، التي صدّعوا بها رؤوسنا منذ أن تولّى الرئيس الأمريكي دونالد ترانب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فالإدارة الأمريكية تقول عبر مستشاريها بأن لا احتلال في الضفة الغربية، وإنما مناطق متنازع عليها، وهنا يتضح بأن الإدارة الأمريكية تقف إلى جانب إسرائيل في حُلْمِها بإنشاء "إسرائيل الكبرى" عبر حلول اقتصادية من شأنها أن تمهد الطريق أمام إسرائيل في حُلْمِها التوراتي كما تزعم، فكما رأينا بعد بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والسماح بمزيد الاستيلاء على الأراضي العربية الفلسطينية، فإن الرئيس الأمريكي وافق فعليا على مشروع إسرائيل الكبرى، فلا حل سياسي يلوح في خطة السلام المزعومة على ما يبدو، وإنما يراد من الفلسطينيين أن ينسوا حقوقهم الفلسطينية، وسيهتمون باحتياجات السكان الفلسطينيين الاإنسانية، لكن الفلسطينيين يرفضون هكذا خطة لا تعترف بحقوق اللاجئين، وتستثني القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وتتجاهل ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، ومن هنا فإن خطة السلام مصيرها الفشل..
بقلم/ عطا الله شاهين