انت تفكر اذا انت موجود ولكن كيف ؟ في معتقل ؟! في زنزانة ؟!
انت تفكر اذا انت انطوائي تفهم ما يحصل حولك ولكن هنا هذه مخيفة مميته كما وصفها شهيد القلم "غسان كنفاني" الفكرة دون حقيقتها فارغة من قيمتها كلنا في صراع الذات ما بين الفكر والفكرة ،بين البوح بالحقيقة وبين الصمت الذي ندرك معاناته .
ولكن ليس هناك مقدرة على مواجهة آفات المجتمع ومناقشة الفكرة بكل تجرد تجد نفسك في صمتك ولكن تشعر بفكرك بالضجيج تأخذك أناملك لتخط الفكرة وكأنها نزف من الوريد ،هذا يسقط تحت أدراج الخوف من مواجهة الآخر ،أحداث تحصل حولنا بسرعة متناهية وكلها تجعلك في تخبط دائم وخاصة في الآونة الأخيرة التي بدأت منذ تسع سنوات بدأت أخط فكرتي في ليالٍ مظلمة فأطوي الصفحة ،حصل هذا الأمر كثيرا حتى بدأت أسخر من نفسي والسبب هو عدم القدرة على مواجهة الآخر وعدم تقبله للرأي الذي يخالف رأيه طالبت الشعوب يوما ما بالحرية كنا جميعنا نشعر بالسعادة ولكن ما لبثت أن تلاشت ولم نكن نعلم بأن مفهوم السعادة سنفتقده لمدة طويلة.
بمعنى منذ ذاك الوقت الى الآن الحرية والتحرر أصوات منبعثة من صدور عبث بها القهر ولكن لم نعلم بأننا أمام مشهد مغاير لمفهوم الحرية تحرر القتل والبوح بالحقد وعدم احترام الآخر انبعثت فتنة الطائفية وهذه اقصى عذاباتنا التي لم تعد تتبدل ولا أن تتلاشى الظاهرة اللعينة ،أذكر موقفا بانني كنت جدا احترم شخصية معمر القذافي على الرغم من اختلاف الكثير معه في لحظة استشهاده كنت جالسة مع مجموعة من الاصدقاء كنت للتو سأنطق ما في داخلي الا ان احدهم قال الحمد لله انتهينا من الطاغية شعرت بتوتر فقلت الله يرحمه وقف بغضب عيناه جاحظتان بوجهي قائلا على من تترحمي قلت هذا مسلم وبدا صوته الصاخب وكلماته التي لم اعد افهم منها شيء خرجت من المكان وعلمت باننا امام حرب فكرية تقبل الاخر بدا امرا صعبا قلت قد يتبدل الامر مع الوقت ولكن ومع الاسف لم يتغير شيء للحظة بل زاد تعقيدا لان اكثر الاطراف تراجعت وتوشح الانهزام وجه المشهد وتكرر الموقف مع عدد من الرفاق ومن توجهات سياسية مختلفة مثلا اذا اخذت الصمت في الشأن السوري فانت دون مبرر شبيحة واذا هاجمتي النظام السعودي انت ضد تيار المستقبل الممثل بالشيخ سعد الحريري واذا هذا فعلا يعني انت ضد السنة مباشرة انت كافرة .
اذا الفكر والخوف وانا وانت والحقيقة هذا على الصعيد العام ولكن اذا كنت فلسطيني فهنا ستغرق اكثر فاكثر هؤلاء الذين يتهمون شهدائهم للآن بالخيانة اذا كنت دون الفصائلية وانتقدت احدهم فانت عميل وتعمل لأجندة الاحتلال وهذه بكل بساطة تهمة دون النقاش ولكن اذا احتد الحوار وتعمق النقاش اول سؤال ،ماذا فعلت انت نحن الذين ويبدا الرقص على غصن مجد الماضي الذي كسر وتهاوى منذ زمن وكلهم متهمون بداية بالأنظمة العربية باستثناء ونهاية بالذين يمثلون المشهد الفلسطيني دون استثناء .
بقلم/ باسله الصبيحي