مشفى الشهيد فايز حلاوة، علامة من علامات مخيم اليرموك، وإحدى احداثياته التي لايتوه عنها أي مقيمٍ أو عابر في اليرموك. علامة لن يستطيع أحد أن يلغيها أو يشطبها من الذاكرة ومن الموقع بالرغم من الدمار شبه الكلي الذي لحق بالمشفى.
المشفى الواقع في منتصف شارع اليرموك، تدب فيه الحياة ليل نهار، في تقديمه للخدمات الطبية، بما في ذلك العمليات الجراحية لكل ابناء اليرموك والمحيط السكاني الكثيف الذي يحيط به من كل الجوانب.
بدأ المشفى بالعمل صيف العام 1975، عندما افتتحه قائد جيش التحرير الفلسطيني سنتذاك اللواء مصباح توفيق البديري، ورئيس الدائرة العسكرية في منظمة التحرير الفلسطينية الشهيد زهير محسن (أبو حسن)، وقد تم افتتاح المشفى بمهرجان جماهيري كنت من حضوره.
نحن جميعنا، أبناء اليرموك، مررنا يومياً أمام المشفى، ودخلناه لزيارة أحد، أو لأمر طبي طارئ، وقد تكون معظم أجيال اليرموك في السنوات التي تلت العام 1975 قد صرخت أول صرخة في حياتها عندما رأت نور الحياة بقسم الولادة بالمشفى، وقد يكون عدد من شبابنا، خاصة الأطباء، قد أمضوا خدمتهم العسكرية بين ثناياه.
لقد تمت تسمية المشفى باسم الشهيد الرائد محمد فايز حلاوة، رحمة الله، أحد ضباط قوات حطين، التابعة لجيش التحرير الفلسطيني، حيث استشهد في حرب تشرين الأول/كتوبر 1973 في القطاع الشمالي من جبهة الجولان، عندما قاد السرية العسكرية التي هاجمت موقع (تل الشحم) الذي كانت تتحصن داخله قوات خاصة "إسرائيلية"، فاستطاع وبالتعاون بين افراد السرية العسكرية وعناصرها الشجعان من اقتحام الموقع وابادة كل العناصر المعادية الموجودة، واستشهد في اللحظات الأخيرة بعد الإنتهاء من تطهير الموقع. وقد تم منحه وسام بطل الجمهورية، وترقيته من نقيب الى رتبة رائد شهيد. أما الإنزال بالحوامات على موقع تل الفرس فكان بقيادة الشهيد اليافاوي الرائد مصطفى أبو دبوسة (لنا لاحقاً بوست أخر حول الإنزال على تل الفرس).
الشهيد الرائد محمد فايز حلاوة من مواليد فلسطين قبل النكبة، وتحديداً بلدة (الصالحية) قضاء مدينة صفد، ومن سكان مخيم خان دنون الواقع في الريف الجنوبي من دمشق قرب بلدة الكسوة. شقيقيه الشاعر سليمان والشاعر عدنان. وشقيقه عمر من شخصيات المخيم الإعتبارية. سيبقى اسمه ناصعاً في سجل الكفاح الوطني الفلسطيني المعاصر. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
بقلم/ علي بدوان