بعد الأحداث الجسام التي حصلت في منطقة الخليج العربي وتحديداً في مضيق هرمز، وبعد إسقاط طائرة أمريكية مسيرة من قبل الحرس الثوري الإيراني داخل حدود إيران الإقليمية، بدأت أمريكا بحالة من التخبط ودخلت في مأزق مُتَمأزق ومفتعل لزجها في حرب هي لا تريد أن تخوضها ضد دولة مثل إيران.
فالاتحاد الأوروبي مثلاً فريق وقف مع وفريق ضد أي ضربة لإيران في هذه الفترة، والصهاينة حاولوا ثني ترامب عن قراره للقيام بضربة ولو محدودة إلى إيران، وهذه الدول التي تقوم بالتحريض على ضرب إيران لا تدرك نتائج هذه الضربة التي من شأنها أن تشعل المنطقة بالكامل، كما حذرت روسيا من أي ضربة في منطقة الخليج سيكون لها نتائج سلبية وإنها دائمة الشعور بالقلق حيال أي تصعيد عسكري محتمل في مضيق هرمز.
أمريكا في هذه الحالة تكون قد دخلت في مأزق وصعب جداً الخروج منه، لأن مصالحها التي تحافظ عليها في منطقة الخليج أصبحت هذه الفترة مهددة من قبل إيران وحلفائها، وعلى رأسهم الكيان الإسرائيلي الذي هدد حزب الله بتدميره في حال تم ضرب إيران.
قرار ترامب بالتراجع عن الحرب لم يأتي من فراغ بل الرئيس الأمريكي ليس هو صاحب القرار باتخاذ خطوة الحرب على أي دولة، بل الكونجرس الأمريكي هو من يقرر هذه الخطوة، فقط ليثبت للعالم بأنه يمكن أن يتخذ قراراً بالحرب دون الرجوع إلى الإدارة الأمريكية كما هو يعتقد، لكن في آخر اللحظات تراجع عن ضرب الأهداف الذي حددها داخل إيران، وكان الرد الإيراني سريعاً بأنه كان هناك طائرة أخرى مأهولة بالركاب لم يقم الحرس الثوري الإيراني بقصفها.
هكذا وضع في منطقة الخليج العربي يعتبر بالخطير جداً، فإيران تحشد ضد أمريكا والأخيرة تحشد ضد إيران، والصهيونية تقوم بزج أمريكا في حرب هي لا تسعى إليها، إذاً هناك دول تحاول تحريض أمريكا ضد إيران لحربها ومنعها من امتلاك أسلحة متطورة وهذه الدول تحاول وضع أمريكا في مأزق صعب جداً الخروج منها في حال اندلعت الحرب.
أصبح واضحاً الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة رجل المادة ترامب تبحث عن مصالحها فقط، ولا تبحث عن حرب غير محسوبة عواقبها، والدور الروسي ووقوفه مع إيران سواءً كان سياسياً أو عسكرياً، كان له الدور المهم في التأثير على القرار الأمريكي في اتخاذ أي قرار شن عدوان على إيران.
بقلم/ محمد الكيلاني