اتهم وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي، اليوم الثلاثاء، إسرائيل بشن حملة "شرسة" على مدينة القدس بهدف إحكام القبضة الحديدية عليها.
وقال الهدمي، لإذاعة "صوت فلسطين" إن "الهجوم الإسرائيلي يشتد على كافة مفاصل الحياة في المدينة المقدسة سواء بهدم المنازل في مناطق مختلفة ومحاصرة البلدات واعتقال المقدسيين".
وأضاف الهدمي أن "ممارسات إسرائيل تجري برعاية ودعم من قبل الإدارة الأمريكية، ولكن صمود المقدسيين وتمسكهم في عاصمة دولتهم يشار إليه بالبنان على مدار سنوات احتلالها".
وتابع "كلما اشتدت سطوة الاحتلال كلما زادت عزيمة المقدسيين وإيمانهم بعدالة قضيتهم وعملهم على أن القدس لن تكون إلا عاصمة دولة فلسطين"، داعيا المجتمع الدولي والدول العربية إلى تكاتف الجهود في لجم "الطوفان" الإسرائيلي ضد المدينة وسكانها ودعم قطاعات حيوية فيها كالسياحة والإسكان والصحة.
يأتي ذلك في أعقاب افتتاح إسرائيل أول أمس الأحد نفقا يسمى "طريق الحجاج" أسفل بلدة سلوان باتجاه المسجد الأقصى شرق المدينة، بمشاركة السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
وقال فريدمان خلال ذلك إن "تدشين الطريق يشكل الرد المناسب لكل من انتقد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل" في ديسمبر 2017.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، السفير الأمريكي وهو يحمل مطرقة كبيرة ويقوم بتكسير حائط النفق.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي إن "مطرقة فريدمان أجهزت بشكل كامل على أية إدعاءات بشأن الدور الأمريكي كوسيط متوازن وغير منحاز".
وذكر البيان أن "اسرائيل تحاول بشتى الوسائل والأساليب إعادة رسم الواقع في القدس المحتلة بما يتلاءم ومطامعها الاستعمارية وتطلعاتها التهويدية عبر إجراءات استيطانية توسعية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فوق الأرض".
واعتبر البيان أن "افتتاح النفق والحفريات تحت المسجد الأقصى مؤشر خطير في مشاريع السياحة الاستيطانية التهويدية لباطن الأرض ومخالفة لقرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وقرار مجلس الأمن الدولي بشأن الاستيطان الإسرائيلي رقم 2334 والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف".
وفي السياق، حذر مركز معلومات بلدة سلوان أمس من خطر انهيار عشرات المنازل والمنشآت في البلدة بسبب الحفريات التي تجريها إسرائيل أسفل الأحياء السكنية بهدف تدشين شبكة الأنفاق تحت القدس القديمة وتمرير المشاريع الاستيطانية.
وقال المركز في بيان إن ما "جرى هو افتتاح الشق الأول من النفق، وهو واحد من شبكة أنفاق متشعبة أسفل البلدة بعدة اتجاهات".
ولفت إلى أن "حفر وشق الأنفاق متواصل أسفل البلدة منذ 13 عاما وأدى إلى حدوث انهيارات أرضية وتضرر أكثر من 80 منزلا جزئيا، وأكثر من 5 منازل صنفت أنها "خطرة".
وأوضح البيان أن "أعمال الحفر أسفل البلدة لا تتوقف، وتتم بأدوات ثقيلة وخفيفة، وتفرغ الأتربة من أسفل الأرض ونقلها بشاحنات مخصصة، متهما السلطات الإسرائيلية بمنع دخول الفلسطينيين بعض الأنفاق".
ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.