رأتْه الخادمةُ مهموماً في الآونة الأخيرة، فدنتْ مِنه، وقالت له: يبدو أنّ مشكلةَ هجرانِ امرأتكَ لكَ تزعجكَ كثيراً، وبتّ متوتراً، فنظرَ صوبها، وقال لها: فعلا، لأنّني افتقدُ ضحكاتِها وحديثَها وعطفَها عليّ ووقوفَها بجانبي، فردّتْ عليه الخادمة صدقتَ، فأنا لمْ يعطفْ عليّ زوجي، الذي تركني وفرّ للعملِ في بلد ميسور وانقطعتْ علاقتي به، ولهذا اضطررتُ للمجيء إلى هنا للعملِ، ولكنّكَ رغم توتركَ، فأنتَ لم تتشاجر معي البتّة، وكُنتَ معي طيلة السّنواتِ الماضية إنساناً لطيفاً، فشعرَ أنها تشاركه همومه، فشكرها على اهتمامها به، وقال لها: أنتِ امرأةٌ رائعة حتى في كلامكِ، فابتسمتْ، وقالت له: دعكَ من الهمومِ، التي تجعلكَ حزيناً، سأعدّ لكَ فنجانَ قهوةٍ، فقاطعَها وقال لها: بلْ فنجانين سنحتسيهما سويةً، وسنتحدّث أكثر عن جُنونِ الحياة، وذهبتْ لإعدادِ القهوة، وقالت في ذاتها: لقد سُرّ منّي، هلْ لأنّه رأى في عيني حُزناً عليه، فيبدو أنّ مشاركتي له أحزانه خفّفت بعض الشّيء من توتره العادي..
عطا الله شاهين