تتواصل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق تهويد القدس ضمن السياسة الشاملة للولايات المتحدة الامريكية ولتغير واقع المدينة المقدسة والتى شهدت اعتداءات متكررة خلال الفترة الاخيرة تستهدف تغيير الطابع الديني الاسلامي وفرض وقائع جديدة بدعم مطلق من قبل الادارة الامريكية وبتعزيز وإشراف من قبل ديفيد فريدمان السفير الاميركي لدى حكومة الاحتلال والذي قام بالمشاركة في افتتاح نفق ما يُسمى بــــ «طريق الحجاج» أسفل بلدة سلوان باتجاه المسجد الأقصى المبارك، وأن لمثل هذه الإجراءات اللا شرعية وغير القانونية وغير المسؤولة ان تزيد من التوتر والاحتقان القائم وتعزيز الكراهية والعنصرية في المنطقة.
ان كل المحاولات التي تقوم بها سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي الهادفة الي تغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها، هي محاولات مرفوضة، وأن هذه ممارسات سلطات الاحتلال تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الانسانية الدولية وقرارات الامم المتحدة الداعية لوقف جميع الحفريات الإسرائيلية غير القانونية في البلدة القديمة للقدس والتي تتعارض بشكل صارخ مع المعايير الدولية ويرفضها القانون الدولي الذي يتعامل مع القدس كمدينة محتلة.
اننا وفي ظل هذه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية المعادية لشعبنا ونضالنا العادل من أجل الحرية والكرامة والعدالة، ومن أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تخرج علينا بؤر الفساد ومجموعات من هنا او هناك ومن تشكيلات عجيبة غريبة لتحاول التدخل في الشؤون الفلسطينية طارحة نفسها كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية ولتتدخل في شؤون المنظمة، ولتتساوق مع الاحتلال والخطة الامريكية في ايجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي صوت الشعب الفلسطيني وبيت الفلسطينيين جميعا اينما تواجدوا، كما ويسعون الى ايجاد ودعم مبادرات سلام عربية بديلة عن ما تطرحه المنظمة وبديلة ايضا عن الاجماع العربي ومبادرة السلام العربية، حيث تكون مبادرة على مقياس خطوات صفقة القرن الامريكية، ومقاس بعض الدول المأجورة التي تسعي الى اخذ مكان لها في السوق التجاري الامريكي، فارضين وقائع زائفة ومعطيات خادعة لا تخدم الا المخطط التصفوي الامريكي.
إننا نؤكد اهمية الالتفاف الوطني والشعبي والفصائلي حول منظمة التحرير الفلسطينية التي هي صوت الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد، وأن المنظمة هي من تقرر وتأخذ الاجراءات المناسبة من اجل تمثيل الشعب الفلسطيني عبر كافة المنظمات الدولية والعربية، وهي المخول الوحيد بالتحدث باسمه، وكل من يقف خارج المنظمة هو باطل وغير شرعي ولا يعبر الا عن نفسه، وكلنا نجدد العهد والبيعة للقيادة الفلسطينية التي تمثل قوة حضارتنا الفلسطينية وتعبر عن عمقنا الوطني والتحرري والكفاحي، وتعبر أيضا عن وجداننا وأحلامنا، وتمثل مستقبلنا بما يحمل من هموم امتدت على سنوات التشرد والقهر والظلم والطغيان الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني أينما تواجد.
إن قيادتنا السياسية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية تؤكد دوما تمسكها بالثوابت الوطنية الفلسطينية بالرغم من كافة الضغوط التي يمارسها الاحتلال والإدارة الأمريكية عليهما، وإن محاولات لي الذراع بتجفيف المساعدات وتقليصها وخلق البدائل ومصادرة اموال الضرائب لن تفلح في تغيير مواقف القيادة تجاه الثوابت الوطنية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
إننا نؤكد أن كل محاولات الضغط على القيادة وممارسة الابتزاز السياسي من قبل بعض المرتزقة وتجار الدم الفلسطيني والسعي من قبل القوى الأمريكية والصهيونية إلى ربط حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني بالموافقة على تمرير صفقة القرن لغرض تصفية القضية الفلسطينية لن تنال من صمود شعبنا وإصرار القيادة الفلسطينية على المضي قدما من أجل حماية الدولة الفلسطينية والدفاع عن خيار شعبنا.
إننا فى هذه الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية نؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام ونضاله المستمر حتى الوصول إلى لحظة الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونطالب المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والعمل على حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية التي صدرت بشأنها على مر السنوات، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه السياسية والتاريخية كاملة.
إننا ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن، وجميع أماكن الشتات إلى مزيد من الوحدة الوطنية وتكريس الروح الوطنية الإيجابية دعماً للموقف الفلسطيني لمجابهة الضغوط التي تمارس على شعبنا وقيادته والتي تستهدف المشروع الوطني، وتسعى إلى عرقلة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتستهدف إسقاط حق العودة وفقاً للقرار الأممي 194، ووفقا لما جاء في مبادرة السلام، والتي تستهدف أيضاً التخلص من منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
أننا نؤكد رفضنا للاملاءات والاستفزازات الأمريكية والإسرائيلية بإدارة الرئيس دونالد ترامب ضد شعبنا الفلسطيني وقيادته السياسية، وندعو جماهير شعبنا الفلسطيني داخل وخارج الوطن إلى الالتفاف حول القيادة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ودعم الخطوات والجهود الدبلوماسية والشعبية والتحركات السياسية والدبلوماسية والقانونية التي تبذلها المنظمة للحفاظ على إرث الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف، ونثمن عاليا دور الدول العربية الشقيقة وعلى رئسها مواقف ودور المملكة الاردنية الهاشمية وخاصة مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني التى تؤكد دوما بموقفه الراسخ من الحقوق الفلسطينية ودعمه المطلق لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس الشريف وحفاظه ورعايته الهاشمية للمقدسات الاسلامية والدينية في القدس الشريف، ودعمه الدائم لمواقف منظمة التحرير الفلسطينية، وأننا ندعو إلى مضاعفة الجهد والعمل على المستوى العربي بشكل موحد وضمن خطة عربية واحدة للتصدي لكل محاولات النيل من الاجماع العربي ومبادرة السلام العربية كونها مبادرة شاملة تعبر عن موقف عربي موحد، وان أي تجاوز لها يعتبر خروجا عن الاجماع العربي، واي محاولات مستقبلية للنيل من الاجماع العربي يجب التصدي لها بموقف عربي موحد، وذلك دعما لمواقف القيادة الفلسطينية تجاه عملية السلام ومساندة الموقف الفلسطيني الحريص علي الاستمرار في التعبير الحقيقى عن ما يتطلع اليه الشعب الفلسطيني من تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]