قدم عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، صلاح البردويل، مبادرة وطنية شاملة لحركة "فتح" للخروج من المشهد الفلسطيني والعودة للمصالحة الوطنية.
واشترط البردويل في مبادرته، أن تبدأ بالشروع في الحوار هذا الشهر (تموز/ يوليو) دون تأخير.
وتتكون المبادرة من 11 بندًا، وتتطرق إلى "المصارحة والتفاصيل" من أجل إعادة الوحدة الوطنية ونبذ كل الخلافات، وفق القيادي في حماس.
ودعت المبادرة إلى "نبذ خلاف الماضي"، ووقف التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة بين "حماس" و"فتح".
وأكدت ضرورة "الدخول في حوار متكامل هادئ ومسؤول بعيدًا عن المناكفات، وتحديد المطلوب وطنيًا وأهم الأولويات والأهداف، وتحديد معيار الصداقة والعداوة".
وشدد البردويل على أن يقوم ذلك "على أساس الشراكة الوطنية وعدم الإقصاء، والبدء بوضع كل الأوراق التي يتم الاتفاق عليها على الطاولة، ومراجعتها والتأكيد على الإيمان بجدواها".
وطالب "باستكمال ما نقص من آليات تطبيق الشراكة الوطنية، واستحضار كل الحقوق وكل الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني من عدوه وأن لا شرعية للاحتلال على أرضنا، وبناء المشروع الوطني واستراتيجيته الصلبة".
وقال البردويل: "صفقة القرن هي الفصل الأخير من المأساة إن لم نتدارك، ولن نستطيع بعدها رسم خارطة الوطن".
ودعا إلى الاتفاق على "شبكة أمان تحفظ العلاقة بين الفلسطينيين، وتديم التوافق بين الجميع في صندوق الانتخابات".
وأردف: "يجب أن يكون الحوار مباشرًا دون وساطة أو شروط مسبقة". معتبرًا أن ذلك "خير ضمانة لتقريب النفوس وحل العقد وتجاوز الماضي المؤلم".
ورأى القيادي في حماس، أن تكون فترة الحوار "سرية بعيدة عن الإعلام، يتم خلالها التوقف عن كل أشكال الحرب الإعلامية والأمنية والاعتقالات السياسية، وعرض نتائج الحوار على الشعب الفلسطيني في استفتاء شعبي لإقرارها، ومن ثم التنفيذ بتجرد".
ونوه إلى أن "الديموقراطية والانتخابات الشاملة وسيلة هامة لنظم الحياة السياسية والاجتماعية، ولكن روح التوافق والشراكة أجدى وأكثر دوامًا وأكثر صفاء للنفوس".
واستطرد: "نتنافس في خدمة الوطن والقضية وتنفيذ خطتنا التي اتفقنا عليها ولا يزايد أحدنا على الآخر. نحن (حماس) وإياكم (فتح) والفصائل وكل القادرين على العطاء من شعبنا".
واختتم نص مبادرته بالقول: "شعارنا الحرية والتحرير والعودة وتقرير المصير، وأيقونة جهادنا القدس، من أجلها نلقى الله مطمئنين".
ويسود الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" وغزة والضفة منذ صيف 2007، وعلى مدار 11 عامًا مضت، لم تتوقف محاولات الوسطاء لإنهاء الانقسام الفلسطيني دون أن تنجح أي منها في تحقيق تقدم حقيقي يخرج الفلسطينيين من أسوأ حقبة في تاريخ قضيتهم.
وآخر اتفاق للمصالحة وقعته "حماس" و"فتح" كان في 12 تشرين أول/أكتوبر 2017، لكنه لم يطبق بشكل كامل؛ بسبب نشوب خلافات كبيرة حول عدة قضايا، منها: "تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم حماس أثناء فترة حكمها للقطاع".