حنا: نناشد القيادتين السياستين في الاردن وفي فلسطين باتخاذ القرارات والاجراءات السريعة لابطال صفقة باب الخليل المشؤومة

قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم السبت، بأن الكارثة الوشيكة المحدقة بالابنية الارثوذكسية العريقة في منطقة باب الخليل في القدس القديمة انما تتطلب من القيادتين السياسيتين في الاردن وفي فلسطين باتخاذ قرارات والقيام باجراءات غير اعتيادية بهدف ابطال هذه الصفقات والحفاظ على هذه الاوقاف الارثوذكسية التي تعتبر جزءا من تاريخنا وتراثنا وعراقة انتمائنا في هذه الارض المقدسة .

وأضاف " نوجه ندائنا مجددا الى الملك عبد الله الثاني بن الحسين وهو صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات والاوقاف الاسلامية و المسيحية في القدس كما ونناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية باتخاذ اجراءات وقرارات غير معهودة لمعالجة هذه الحالة المتردية التي وصلنا اليها ، وعلى الجميع ان يستخلصوا العبر والاستنتاجات المطلوبة مما حدث خلال ال15 عاما المنصرمة الى ان وصلنا الى هذا الوضع المأساوي حيث انه من الممكن ان يدخل المستوطنون في اي وقت للاستيلاء على هذه العقارات."

وقال المطان حنا " نعم هنالك حاجة لضغوطات سياسية والتواصل مع كافة القيادات الروحية والحقوقية الصديقة للقدس ولشعبنا في سائر ارجاء العالم ولكن هنالك حاجة ايضا لاجراءات قانونية غير معهودة وعاجلة ويجب ان تتخذ سريعا وقبل فوات الاوان ، وذلك بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الارثوذكسية الحريصة على مسألة الحفاظ على الاوقاف والعقارات في القدس خاصة وفي فلسطين بشكل عام .

لم يعد كافيا اصدار بيانات التنديد والاستنكار بسياسات الاحتلال في القدس بل السؤال الذي يجب ان نطرحه جميعا ماذا يجب ان نفعل لوقف هذه الحالة ؟ وما الذي كان من المفترض ان يتم ولكنه لم يحدث ؟ ومن هم المسؤولون والمتورطون في تسريب هذه العقارات ؟ وكلهم معروفون بالنسبة الينا .

هنالك ثغرات قانونية وهنالك امكانيات لابطال هذه الصفقات ولكن هذا يحتاج الى قرار جدي واجراءات عملية لا تختزل بمواقف وبيانات تنشر هنا وهناك وقد اطلعنا على هذه البيانات خلال السنوات الاخيرة الى ان وصلنا الى هذه الكارثة الوشيكة التي تعتبر تهديدا وجوديا ليس للحضور المسيحي في مدينة القدس فحسب بل تعتبر تهديدا حقيقا للقدس وهويتها وطابعها وتاريخها وتراثها ."

وناشد الملك عبد الله و الرئيس محمود عباس باتخاذ اجراءات سريعة لوقف هذه الكارثة الوشيكة فالوقت يمر بسرعة وهنالك اجراءات قضائية يجب ان تتم بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الارثوذكسية "لعلنا نكون قادرين على وقف هذه الكارثة وابطال هذه الصفقات التي تمت بطريقة غير قانونية وغير شرعية وعبر اشخاص فاسدين ومفسدين يديرون مصالحهم من مكاتبهم المكيفة في الخارج وبالتعاون مع وكلائهم في الداخل وما تتعرض له القدس من تهديدات وتحديات هو امر ليس موجودا على اجندتهم وما يفكر به هؤلاء فقط هو ان تزداد ارصدتهم في البنوك العالمية حتى وان كان هذا على حساب تاريخنا وتراثنا واوقافنا التي هي ليست سلعة معروضة للبيع لكي يفرط بها فلان او فلان من الناس."

وتابع " على الجهات الرسمية ان تتحرك قبل فوات الاوان فمنطقة باب الخليل وابنيتها انما هي خط احمر وكما انه من واجبنا جميعا ان ندافع عن الاقصى وعن المقدسات من واجبنا ايضا ان نعمل جميعا من اجل ابطال صفقة باب الخليل ، وقد استمعت الى المسؤول عن فندق الامبريال عندما استلم قرار تبليغه بضرورة اخلاء هذا المكان خلال 30 يوما حيث قال : " إنّا لله وإنا اليه راجعون " فلا نريد لثقافة الاحباط واليأس ان تتغلل الى صفوفنا فنحن قادرون على ابطال هذه الصفقة وهذا يحتاج الى قرار رسمي اردني وفلسطيني والى تحرك من المؤسسات الارثوذكسية الرسمية والشعبية ولا يجوز الاستسلام والقبول بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا " .

وقد جاءت كلمات المطران هذه لدى لقائه مع وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في الجليل .

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -