إن الشعب الفلسطيني أصبح في قائمة الشعوب والتي تنتشر فيها الإشاعات بشكل سريع , ليس حباً منه في القيل والقال , بل إن الظروف الصعبة جعلته يحمل هذه الخاصية رغماً عن أنفه , لأنه وجد نفسه في دائرة فراغ وخارج القرار السياسي , فكانت وسائل الإعلام ونيستاً له في وحدته , وناقلة للأخبار التي ينتظرها من العالم الآخر وهم "الساسة وصناع القرار" وبناء على هذا الواقع فهو مطراً أن يصدق كل شيئ , ويقوم بترويجه أيضاً , فإذا كان الخبر سيئاً يقوم بنقله ليحمل الناس معه جانباً من همه ويواسي نفسه , وإذا كان الخبر جميلاً يقوم بنقله ليفرح الناس معه , ومن أكثر الشائعات في هذه الأيام هي عن الأخبار المترتبة على الدراما المتواصلة بين غزة وإسرائيل , والتي تتمثل في الحرب والهدنة وتابعاتها..
إن أدوات الشائعات متوفرة وبكثرة , ومجانية , ومن أهمها مواقع التواصل الإجتماعي , وعلى رأسها "فيسبوك" , وبالإضافة الى أن الشعب الفلسطيني وللأسف أصبح متفرغاً للإشاعات , لأن لديه وقت فراغ كبير بسبب قلة العمل والبطالة , ومن الملفت للنظر أننا كل يوم نقرأ ونسمع إشاعات بصيغ مختلفة , سواء على التواصل الإجتماعي أو في الشارع , وهي متعلقة بالجوع والخوف والمترتبة على الحرب والسلام الإقتصادي , وهما قضية الساعة بين غزة وإسرائيل .
يبدو أن نتنياهو إستغل عدم مصداقية مواقع التواصل الإجتماعي , والشائعات المفرطة في الشارع الفلسطيني , والتي أصبحت حالة مرض إجتماعي مفروض عليه , ليروج لحرب وهمية بين الحين والآخر , وذلك عبر تصريحات في وسائل الإعلام العبرية والتي تترجمها وسائل إعلام محلية وعربية , وهذه التصريحات بالحرب سواء كانت منه أو من قادته , فإن هدفها إظهار صورة إسرائيل قوية أمام الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني والعربي , ونتنياهو معني بترويج إشاعة الحرب أمام إسرائيل أكثر من غيرها , بسبب أنه متهم بالضعف والجبن والخوف من الحرب , سواء من الإعلام العبري أو من الأحزاب المنافسة له .
إشاعة الحرب والتي يقوم بترويجها نتنياهو ليس أكثر من حفظ ماء وجهه , بعدما أثبتت منظومة الصواريخ والتي تمتلكها فصائل المقاومة في غزة أنها قادرة على إسقاطه في تشكيل الحكومة , وهذه الإشاعة ستزداد يوم بعد يوم لحين إجراء الإنتخابات الثانية في إسرائيل , لأنها مجرد إشاعات لتحسين صورته قبيل الإنتخابات كدعاية له .
برأيي أنه لا حرب بعد اليوم , أو لا داعي للحرب في ظل رغبة الأطراف الدولية بالتسوية بين غزة وإسرائيل , بعيداً عن الثوابت وقريباً من المصالح والتي توافق عليها معظم الفصائل في غزة , وإشاعة الحرب ستستمر لترهق المواطن الفلسطيني , وترضي غرور الساسة , والمتفقين أصلاً على التسوية .
بقلم/ أشرف صالح