حين يغطُّ في نوْمِه كلّ ليلةٍ، فحينها لا يرى أيّ حُلْمٍ سوى الحُلْم، الذي يبيّن امرأةً أحببها منذ دهرٍ ولّى، ولكنّه يعترف بأنّه مذنبٌ اتجاهها، سيما أنه تركَها وهاجرَ إلى بلادِ الغربة، ففي الحُلْمِ تظلّ المرأةُ تعاتبه على رحيله بدونها، فهي أرادتْ الزّواج منه، لكنه ظلّ يماطل، ورحلَ فجأة دون أن يودّعها، وحين تبدأ بمعاتبته يظلّ منصتا لصوتِها الناعم، ويتذكّر همساتها ويقول لها سامحيني، ودموعه تسيل على وجنتيه، فيبدو أنها أحبّته بإخلاصٍ، لكنه خدعَها في حُبِّه لها، فهو يدركُ كل ليلة بأنه مشتاقٌ لرؤيتها، يريد منها أنْ تسامحَه، فهي ظلّتْ بلا زواجٍ لأنّها اعتقدتْ من سذاجتها بأنه سيعود إليها بعد زمنٍ، وأبتْ أن تتزوج غيره، ولهذا رغم ابتعاده عنها، إلا أنه يظلّ يحلمُ فيها، فهل لأنها كانتْ امرأةً مختلفة في الهمسات، أم لأنها منحتْه كلّ الحُبِّ، ففي حٌلْمِه كلّ ليلةٍ يرى الحزْنَ في عينيها، ويظلّ يلوم نفسَه على تركها، فهو من بعدها لمْ يحِبّ امرأةً أُخرى، لكنّه يعترفُ بأنّه اخطأ حين تركَها ورحلَ، فبكاؤه في الحُلْمِ مستمرٌّ، ويلعنُ كل ليلةٍ خطأه المتسرّع بالرّحيلِ دون أخذها معه..
عطا الله شاهين