مما لا شك فيه بأن الوضع الاقتصادي للأسر في فلسطين يؤثر على زواج الشبان الفلسطينيين بشكل كبير، لا سيما أن الشبان غير المتعلمين يسعون بشكل حثيث للزواج من فتيات موظفات بسبب أن متطلبات الحياة باتت صعبة في ظل الغلاء، الذي يضرب أطنابه، لكن الشبان الغير متعلمين نجدهم يواجهون صعوبة بتقبّل الفتيات المتعلمات والموظفات بالزواج منهم، ومن هنا نرى بأن الشبان المتعلمين والموظفين لا يواجهون صعوبة في الزواج من فتيات موظفات ومتعلمات مثلهم، ولكن السؤال لماذا يتزوج الموظفون من فتيات موظفات ويعملن في شتى ميادين العمل؟ بلا شك فإن الإجابة على السؤال جليةٌ، فهناك أسباب قوية تدعو الشاب المقبل على الزواج من الميل أكثر للزواج من موظفات، لأن إذا أراد الشاب أن يكوّن أسرةً، فسيجد صعوبة بالعيش براتب واحد، ولهذا فالشاب الموظف حينما يرغب بالزواج فإنه يبحث عن فتاة موظفة، كي تشاركه عبء المعيشة، لا سيما إذا ما أراد تكوين أسرة في المستقبل لتعيش برفاهية نوعا ما..
بدون أدنى شك فإن ظروف الحياة الصعبة في هذه الأيام تجبر الشبان الفلسطينيين للبحث عن شريكات حياة يكن موظفات، ويعملن لكي يساعدن أزواجهن في أعباء البيت من مصاريف كثيرة، كما أننا نعلم بأن هناك أُسر كثيرة ليس عندها منازل، أي تدفع تلك الأسر إيجارا شهريا، وكما أننا نرى أسراً تشتري شققا وعليها أن تدفع قسطا شهريا ثمن شقة، فإذا الشاب كان المعيل لأسرته فإن راتبه لن يكفي للعيش بقية الشهر بعد خصم قسط الشقة، ناهيك عن قروض عليه تسديدها للبنوك، ومن هنا نرى بأن معظم شباننا يحبذون فتيات موظفات، إلا أنه في ذات الوقت نرى فتيات متعلمات ويردن العمل ويقبلن الزواج من شبان غير متعلمين، لكن دخلهم جيد أو عندهم مهنة تدر عليهم أرباحا، أي يمكننا القول هنا بأنه ليس شرطا بأن ترفض فتاة متعلمة راغبة في الزواج من شاب غير متعلم، فالمهم عندها أنه يعمل..
بقلم/ عطا الله شاهين