لمنْ نسي فقط، بأن الشهيد غسان كنفاني الكاتب والصحفي رحل في الثامن من تموز عام 1972، حينما تم تفجير عبوة ناسفة في سيارته في مدينة بيروت، فالشهيد غسان رحل، لكن كتاباته ما زالت حاضرة في عقول الفلسطينيين، ورغم مرور سبع وأربعين سنة على رحيله، لكنه ما زال حُبّه باق في فلسطين.
لقد رحل الشهيد غسان كنفاني وترك لنا إرثا ثقافيا، ونتذكّر إصداراته كموت سرير رقم 12، وأرض البرتقال الحزين، ورواية رجال في الشمس، ورواية أم سعد 1969، ورواية عائد إلى حيفا 1970، بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان الشيء الآخر، صدرت بعد استشهاده 1980، وثلاث روايات غير مكتملة هي العاشق، والأعمى والأطرش، وبرقوق نيسان.
لمن نسي فقط بأن الشهيد غسان هو الرجل الذي رحل، ولا يمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن المسلوب. إنه فلسطيني القلب والهوى، وكما هو معروف عنه بأن كل ما كتبه كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به.
من يتذكر الشهيد غسان بالتأكيد يبكي على رحيله، لقد كان توحّده في الفعل الكتابي، والذي يبلغ حدّ التصوّف، نوعاً من استرداد حياته في حياة شعبه وصياغتها في مسرى الحلم العظيم، وكان الشهيد غسان يعرف لماذا يكتب ولمن يكتب. وفي ذكرى استشهاده لا يسعنا إلا أن نترحّم على روحه، التي ما زالت ترفدنا بعطائه..
عطا الله شاهين