حين تصمتُ شفتيكِ تحت ضوءِ القمر، فلحظتها تبدين صاخبةً في البوْحِ الوقِح، وهناك تبوحين عن نار الحُبِّ المُشتعلة في قلبكِ منذ دهرٍ، فأنتِ الليلة بصمت شفتيكِ لا تشبهي ذاتك في بوْحك المعهود عن جُنونِ الحُبّ هكذا قالَ لها عاشقُها المُتيّم بها منذ زمنٍ.. وأضافَ في حديثِه معها ذات ليلةٍ طلّ فيها القمرُ: الصّمتُ على شفتيكِ يُشبه لوحةً صامتة بلا ألوانٍ، لكنّكِ من صمتِ شفتيكِ تبدين امرأةً توّاقة بشغفٍ للولوج إلى سرّ جنونِ اللهفة لحثّ الشّفاه على الشّغبِ المرتّبِ لهمس الهمسات المختلفة، فلماذا تكونين لستِ أنتِ في صمتكِ غير العادي؟ دعي شفتيكِ هنا تبوحان بكلّ جُنونٍ عن لهفتهما للرّقصِ بلا خجلٍ تحت ضوءِ القمر، وعلى شُرفةٍ تقتلها حبالُ الغسيل كل ليلةٍ، فخلف الملابس المعلّقة على تلك الحبال يصخب الحُبّ، والقمر يجنّ بضوئه من مشهد لعاشقيْن يصخبان بكلّ هدوءٍ، لأنّ الحُبّ لا يفهم إلا لغة معينة.. لغة مفهومة.. لغة قريبة لعاشقيّن وهنا يكونُ العاشقان في تفاهمٍ تامٍّ في الحُبِّ، وفي تفاهمٍ مبنيّ على الاحترام في الحُبِّ الحقيقي، فهناك العُيون لا تكذبُ أبداً بما تبوحُ به عن الحُبِّ.. فما أروعُ صمتُ شفتيكِ تحت ضوءِ القمر! فدعي الحُبّ ينتفض، ولا تكوني إلا تلك الباحثة عن صخبِ الحُبِّ كعادتكِ المجنونة، والتي بدونها تكونين لستِ أنتِ تلك الصّاخبة في الهمساتِ..
عطا الله شاهين