يزور الأسير الفلسطيني المحرر جلال الشراونة (٢٢ عاماً)، بشكل شبه يومي مقبرة قريته دير سامت الواقعة إلى أقصى جنوب الضفة الغربية المحتلة، ويجلس على قبر اسمنتي يضم قدمه اليمنى، بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعريضه إلى الإهمال الطبي والمماطلة في علاجه داخل أقبية تحقيها في السجن، لتكون النهاية ببتر قدمه وتسليمها لعائلته لدفنها وفق الشريعة الإسلامية.
وكان جلال اشترى بارودة بدائية الصنع وسكيناً يقول عنه أنه صلب وقوي، وتوجه إلى مستوطنة "نجهوت"، القريبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٤٨، واستطاع الوصول إلى معسكر جيش الاحتلال داخل المستوطنة، لتنهال على جسده سبع رصاصات موزعة على بطنه وقدميه.
وأمضى الشراونة ثلاث سنوات ونصف في سجون الاحتلال، وبعد تحرره قام بزراعة طرف صناعي في ألمانيا، ولكنه يؤكد أنه غير نادم ونفذ عمليته بقناعة ويقين مطلق أن المقاومة سبيل الباحثين عن التحرر والخلاص من الاحتلال، على الرغم من الآلام التي سببتها عملية قطع قدمه، ولكنه يبدو أكثر يقيناً أن وجود جسده بين الحياة والموت ما هو إلا علامة على قرب يوم الانتصار.