رغم العتمة، إلا أن الشفاه تكون في حالة إرباك مجنون.. ففي العتمة لا خجل من بوح الشفاه، لكن ما يحير هو صمت الشفاه في العتمة، وكأن حالة من الفوضى تعتريها، فالإرباك يكون في حالة غير متزنة من خجلٍ راقص على شفاه محرومة منذ زمن من بوح قلوب العاشقين.. فالصمت يستمر لزمن غير محددٍ، لكن الصمت يصرخ بعد أن تجنّ الشفاه من صمت مجنون يربكها، ورغم حلكة العتمة إلا أن البوح هناك يكون صادقا، وصخب العاشقين حينها يوازن بين الرغبة والحب.. لا يفرّ الإرباك من على الشفاه، إلا حين يهرب الخجل، ويبدأ البوح بتبيان كل نبض الحبِّ، فالصمت لا يفرّ بسرعة، إلا إذا الهمسات صخبتْ.. فالعتمة ليست سبب إرباك الشفاه، لكن الإرباكَ يأتي من إثارة القلوب، التي تسرّ من أجواء رومانسية، فهناك التعبير يكون صريحا على الشفاه فهنا يدرك العاشقون ما هو الحب فالحب ليس علاقة يتمحور حولها الجنس، كلا فالحُبُّ هنا يصرخ من أحاسيسٍ صادقة لا تبوحها إلا الشفاه، ولهذا فإرباك الشفاه لا يأتي من فراغ..
عطا الله شاهين