قد يظن من يقرأ عنوان المقالة ، أنه جاء من خلفية التعرض للحالة الفلسطينية بالمعنى الرسمي ، وإن كان من حق كل فلسطيني أن يطرح موفقه ورأيه بكل حرية ، لأن قضيتنا وعناوينها ليست حكراً على القيادات الفسطينية ، وتحديداً من هم في السلطة ومنظمة التحرير .
العنوان هو للقول وبصوتٍ مرتفع ، لطالما نتنياهو وجوقة المتطرفين الصهاينة ، وحتى من يصنفون أنفسهم بالمعتدلين ، وهم صهاينة حتى النخاع ، يجاهرون ليل صباح ، وفي كل المجالس والمحافل ، أن الفلسطيني لا حق له على أرضه فلسطين . وقانون القومية وما سبقه من قوانين وسياسات مارسها ويمارسها الكيان الصهيوني ، إلاّ الدلالة على أن عدونا وقادته وأحزابه لا يعترفون بالحق الفلسطيني . واتفاقات " أوسلو " بعد ربع قرن الشاهد الحي على تلك السياسات . لماذا لا نزال ندور في دائرة من التردد والانتظار والرهانات التي أثببت عدم جداوها ، ودفعنا بسببها الفاتورة الأعلى بل والأغلى من أرضنا ومقدساتنا ومقدراتنا ، من حقوقنا وعناويننا .
قديم جديد نتنياهو ، ما صرح به للقناة السابعة العبرية ، حول سياسته بشأن الضفة الغربية ، فقد أكد على انتهاجه وتأكيده على مبادئ خمسة بخصوص مستقبل الضفة الغربية ، خصوصاً أن هذا لتصريح جاء بعد تصريحات فريدمان ، وهو السفير الأمريكي في الكيان ، حول إمكانية أو أحقية أن يُصادر الكيان ما يريده من أراضي الضفة الغربية . ومبادئ نتنياهو الخمسة التي استعرضها :-
1. هذا بلدنا ... وهذا وطننا
2. سنستمر في تطوير وبناء هذه المنطقة الهامة من البلاد
3. في أية تسوية ، وفي أية خطة ، أو بدون خطة ، لن يتم اقتلاع أية مستوطنة ، ولن يتم اقتلاع أي مستوطن من منزله
4. في أية خطة ، أو بدون خطة سيواصل الجيش " الإسرائيلي " وقوات الأمن السيطرة على الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن بما في ذلك وادي الأردن
5. السعي من أجل الاعتراف الدولي بهذه المبادئ
من الواضح أن نتنياهو ، يريد تقديم أوراق اعتماده للناخب في الكيان ، وخصوصاً المتطرفين منهم ، على أنه الأمين المؤتمن على المشروع الصهيوني ، لذلك تعمد إبعاد وتجاهل موضوع القدس ، على اعتبار أنها عاصمة الكيان ، والخوض بشأنها من غير المسموح به .
المؤسف حتى الآن ، وعلى الرغم من الوقاحة الأمريكية " الإسرائيلية " ، في التأكيد على رؤيتهم لمستقبل الصراع وحله وفق مشيئتهم ومصالحهم . لا يزال الرد الفلسطيني الرسمي في دائرة الشجب والإدانة والاستنكار . بل هناك تعنت عن مقنع في التمترس في عدم التقدم ولو بخطوة عملية واحدة تُدلل على عدم الجدية الفلسطينية في رفض صفقة القرن ومواجهتها ، والعمل على إسقاطها . وعليه من حقنا القول أين هي مبادئنا في مواجهة مبادئ ليس نتنياهو وحسب ، بل ثلاثي ترامب ... كوشنر ... فريدمان . وهل من رد عملي عليها ؟ .
بقلم/ رامز مصطفى