منظومة العدالة تحتفل بيوم المحامي الفلسطيني بغزة

أقامت نقابة المحامين الفلسطينيين احتفالا مركزيا بمناسبة ذكرى يوم التاسع من تموز يوم المحامين الفلسطيني  بحضور لفيف كبير من ممثلي منظومة العدالة الفلسطينية بغزة وحشد من المحامين .

وتمت مراسم الاحتفال بحضور عطوفة نائب نقيب المحامين الفلسطينيين عبد العزيز الغلاييني وزياد النجار أمين سر نقابة المحامين وشعبان الجرجير عضو مجلس النقابة ورنا الحداد عضو مجلس النقابة، بالإضافة إلى  ضيوف شرف الاحتفال كلا من محمد عابد رئيس المجلس الأعلى للقضاء وضياء الدين المدهون النائب العام بغزة والعميد وئام مطر ممثلا عن اللواء تيسير البطش والمقدم كمال راضي والمقدم محمد حبيب ممثلين عن اللواء توفيق أبونعيم وحشد من مؤسسات المجتمع المدني .

واستهل الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلها السلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الخالدين .

وقدم زياد النجار أمين سر نقابة المحامين كلمة ترحيبية بضيوف شرف الاحتفال والمدعوين   أعضاء الهيئة العامة في ذكرى يوم المحاماة الفلسطيني  حيث أكد على اصرار نقابة المحامين تمتين العلاقات مع النيابة والقضاء بما يلبي انفاذ العدالة وتعزيز سيادة القانون في دولة فلسطين .

وتم عرض فيديوا تسجيلي قام بإعداده قسم العلاقات العامة والإعلام في نقابة المحامين حول تأسيس مهنة المحاماة منذ الزمن البعيد وتم عرض مداخلات لعدد من شيوخ المحامين المؤسسين لمهنة المحاماة في فلسطين وشهاداتهم حول الدور المتقدم الذي قدمته مهنة المحاماة على الصعيد الوطني التاريخي والمهني القانوني .

وقدم نائب نقيب المحامين الفلسطينيين كلمة نقابة المحامين والتي جاء في نصها:

"في البداية أشكركم على حضوركم هذا الحقل احتفالا بيومنا يوم المحامي الفلسطيني ذكرى يوم انشاء نقابة المحامين نقابة موحدة في فلسطين بأن اصدر الشهيد الرمز القائد ياسر عرفات رحمه الله مرسوما رئاسيا بتشكيل المجلس التأسيسي لنقابة محامي فلسطين ،لا يخفى على أحد ما نحياه من ظروف اقتصادية مدمرة وسياسية معقدة ومن انقسام بغيض لعين القى بظلالة على كل مناحي الحياة ومن حصار ظالم ومن احتلال غاشم مازال يمعن بالاعتداء علينا عبر ما يقوم به من سياسة الابعاد وشرعنه القوانين العنصرية وممارسة ارهابه ضد اسرانا البواسل القابعين في السجون و التضييق عليهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم حتى وصل الامر الى توقف الاحتلال عن تحمل تكاليف علاجهم وما يتعرض له الأقصى من الاقتحام المتواصل من قبل قطعان المستوطنين وما يتعرض له المقدسيين من قهر وازلال وتهجير قسري وإلغاء لحقوق الإقامة لا ننسى الاستيطان السرطان الذي يأكل أراضينا والاستيلاء على مقدراتنا وكذلك الإجراءات التي تتخذها الإدارة الامريكية ضد شعبنا وثوابتنا بدء من نقل السفارة الامريكية لمدينة القدس ووقف تمويل الاونروا ومحاولة القضاء على حق العودة،ان نقابة المحامين تذكر الجميع بان القضايا التي توحدنا أعظم بكثير من المسائل التي تفرقنا ، لقد وقف الكل الفلسطيني تحت كلمة واحدة في مواجهة صفقة العار موحدة على الستنتنا جميعا بدءأ من من سيادة الرئيس أبو مازنت وصولا الى كافة القوى الوطنية والإسلامية وكافة أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وقد عبرت نقابة المحامين عن التحامها مع الكل الفلسطيني برفضها لصفقة العار وورشة المنامة موحدين بين شطري الوطن ودعمها لتوجهات السيد الرئيس أبو مازن السياسية والدبلوماسية نحو مواجهة هذه الصفقة وكافة الإجراءات الوطنية التي يتخذها باقي أطياف الشعب الفلسطيني،ان مجلس نقابة المحامين يهدف بالأساس الى خدمة أعضاء الهيئة  العامة  الذين يستحقون بذل الغالي والنفيس ، اننا نشكر دعمهم ووقوفهم خلف مجلس النقابة ونؤكد لهم باننا نعمل على تنفيذ كافة الوعود التي اطلعناها ضمن حملتنا الانتخابية والأمانة التي حملتونا إياها ولا زلنا على الوعد وانني من هنا أوجه شكري الى الزملاء المحامين أعضاء اللجان اللذين يضحون بوقتهم وجهدهم لمساعدة المجلس في خدمة المحامين كما واتوجه بالشكر لجميع الزملاء أعضاء الهيئة العامة . ،انني وزملائي أعضاء مجلس النقابة عملنا وسنعمل على تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة والمكاشفة وصولا الى نظام محوكم واضح للجميع بحيث يكون القانون هو الضابط الذي يضبط علاقتنا واعمالنا وانشطتنا مع الجميع وهو المعيار الذي نتعامل فيه مع كافة المؤسسات وتطبيقا لهذه الرؤية أعدنا اصدار مجلة المحاماة والتي تركز على التعليق على الاحكام القضائية للارتقاء بها والعمل على نشرها وصولا الى الاثراء القانوني القائم على مبدأ المهنية .

بل اشك ان مسيرتنا في العمل النقابي وان لم نحقق الذي نتمناه الا اننا بموضوعية نسير بالاتجاه الصحيح فقد نتعثر أحيانا ولكننا مصرون على مواصلة الطريق وتأدية الأمانة التي حملناها وسنواجه الصعاب معا وصولا لصرح نقابي يعبر عن ارداة وتطلعات الهيئة العامة لننتقل من الواقع الى المأمول . ،لا يمكن لمؤسسات الدولة ان تقوم الا بوجود مؤسسات قانونية واننا نسعى دائما لتأسيس جسم نقابي موحد ولن نسمح ان تنهار وسنعمل على تطويرالنقابة  وصولا للاهداف التي من اجلها أنشأت خصوصا وان المحامين هم الرافد الأساسي لكلا من القضاء والنيابة والدوائر القانونية في  كافة المؤسسات الحكومية .

فالمحامي هو العين التي تبصر المحكمة الحقيقة ، فان غاب قصرت الرؤية وتاه العدل .،ان دور نقابة المحامين لهو دور عظيم وهي تشكل جهة رقابية على حسن تطبيق القانون  فهي  جهة رقابية  غير رسمية لا تخضع لاهداف سياسية او أي جهة حكومية ، فلا سلطان  على المحامين الا القانون وان النقابة وهي تمارس هذا الدور الرقابي حول حسن سير العدالة وتطبيق القانون وتقوم بدورها لهدف بناء يعود بالنفع على هذه المؤسسات أولا وعلى المجتمع ككل بشكل عام والذي نسعى جميعا لخدمته ما استطعنا .

ان نقابة المحامين  تشيد بكل الخطوات الجريئة والغير مسبوقة والتي يمارسها معالي المستشار أبو احمد والنائب العام نحو مواجهة التحديات وتعديل المسار ومنح الفرصة للجيل الشاب ونشد على كل الايادي التي تسعى  الى التحسين والتطوير

ونشير هنا الى اللقاءات التي عقدت مع بعض المحامين سواء كانت مع المستشار  النائب العام  او المستشار رئيس المجلس الأعلى  للقضاء ، وكان اخرها اللقاء الذي عقد بتاريخ : 1/7/2019 م بقصر العدل  بحضور رئيس مجلس القضاء و مجلس النقابة وبعض الأساتذة المحامون فاننا نأمل أن يتم العمل بشكل جاد على معالجة جميع الإشكاليات التي تم طرحها في اللقاء والتي ستساهم  بمعالجتها بتذليل العقبات امام جميع المحامين في أدائهم لعملهم وتعود بالنفع عليهم وعلى المتقاضين وعلى القضاء والوصول بالخدمة القضائية للافضل .

لقد استطاعت نقابة المحامين ان تكون شراكات عميقة مع مؤسسات الدولة القضاء والنيابة العامة والشرطة الفلسطينية والقضاء  العسكري وكافة المؤسسات التي يتقاطع عملها مع عمل المحامين بما يعود بالنفع على  المحامين خاصة وبشكل عام على المجتمع الفلسطيني .

والتزاما منا بالبعد الوطني اتجاه أبناء شعبنا وبالشراكات الاستراتيجية التي عقدناها مؤخرا مع اركان العدالة وعلى راسها المجلس الأعلى للقضاء والنيابة العامة وجهاز الشرطة ومراكز الإصلاح والتأهيل ووزارة التنمية الاجتماعية من خلال مذكرات التفاهم

فاننا نؤكد اننا ما زلنا الحصن القوي لكل من يبحث عن العدل ولا يجد قوت يومه ويشهد لنا الجميع في ذلك ،واننا هنا لابد ان نوجه شكرنا العميق لكل الشركاء القضاء والنيابة وجهاز الشرطة ومراكز الإصلاح والتأهيل ووزارة التنمية الاجتماعية ولا ننسى شركاؤنا من المؤسسات الدولية واننا باذن الله مستمرين في حمل هذه المسؤولية الاجتماعية وصولا لافضل مستوى عدالة ممكن  ، ان نقابة المحامين مؤسسة وطنية لن تسمح لاحد  بالعبث بها او التطاول عليها فالحفاظ على النقابة هو الحفاظ على تاريخ نضالي خاضه  محاموها الأوائل ضد الاحتلال  وسجلوا فيه نجاحات عظيمة ومشرفة وهو الحفاظ على مستقبل المهنة ومستقبل القضية الفلسطينية وعلى سيادة القانون .

لا يمكن لنا ان ننفصل عن واقعنا السياسي الذي نأمل  بداية ان يزول الانقسام الفلسطيني وتتحقق الوحدة ونذكر الجميع ان نقابة المحامين هي المؤسسة الوحيدة التي حافظت على التقاليد الديمقراطية فيها وعلى انتخابات دائمة  تنفذ وفقا للقانون داخل  اسوارها بما نأمل معه  ان تنسحب تجاربنا الديمقراطية المستمرة التي نفتخر  بها  على كافة المؤسسات الوطينة الأخرى .

وقبل الختام فإنني أتوجه لكل الحضور الكريم كل باسمه ولقبه ومكانته  واجدد شكري لحضوركم  حفلنا المتواضع هذا .

كما واشكر بشكل خاص رؤوساء وأعضاء اللجنة القانونية وشئون المهنة واتعاب المحاماة و مجالس التأديب واللجان الخاصة التي أعادت للنقابة هيبتها على عملهم وجهدهم الدؤوب لإعادة الثقة بنقابة المحامين على البعد المهني والوطني

وفي الختام فإننا ندعو الله ان يزول الاحتلال وان يزول الانقسام وان يتحرر الاسرى والمسرى وان تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف 

وتلى كلمة عطوفة نائب نقيب المحامين استكش مسرحي  جسد شخصية القائد الشهيد ياسر عرفات والشهيد احمد ياسين  والتي تمحورت حول الأوضاع الراهنة والإنقسام الفلسطيني وصفقة القرن .

وفي كلمة المجلس الاعلى للقضاء أكد  المستشار محمد عابد رئيس المجلس الأعلى للقضاء على أن مهنة المحاماة من أشرف وأنبل المهن وفيها المحامي ينتصر بالحق للمظلوم ويخاطب المحكمة  لينتزع الحكم انتزاعاً.

وأشار إلى أن يوم المحامي جاء تتويجاً لمرحلة تكللت فيها جهود الكل الفلسطيني بعد انتفاضة مجيدة سطرت أروع الصفحات في التاريخ الفلسطيني ومستذكراً التاريخ الذي كان المحامي يغادر بيته بعد آذان الفجر للدفاع عن المظلومين ومستعرضاً القامات والأعلام من المحامين  والقضاة السابقين الذين كان لهم بصمة في المحاماة وحملوا رسالة القضاء والعدالة . .

واستعرض المستشار عابد شكل العلاقة بين القضاء والسلطة التشريعية التي تتناول جملة من القوانين والتشريعات التي تحتاج إلى إعادة نظر وتصويبات وتعديلات وعدم ملائمة قديمة للواقع الحال، موضحاً بتحديد شكل العلاقة مع السلطة التنفيذية وتحديدها حتى تكون عناصر السيادة واضحة وكذلك المهام.

وأوضح بأن شكل العلاقة بين القضاء ونقابة المحامين ترتقى و في شكل تصاعدي ولا تشوبها أي شائبة ومبنية على الاحترام المتبادل، مشيراً إلى رفد المؤسسة القضائية خلال الثلاثة أشهر الماضية بستة وعشرون قاضي جديد وعشرات الإداريين من كفاءات حسنة سيتم وضعها في العناوين المناسبة وستؤدي أدواراً وأوزاناً مهنية.

وأكد على أن القضاء يسعى للوصول إلى بيئة قضائية محوسبة بشكل كامل فهو في إطار الإعداد لمشروع يصل تكلفته لمليون شيكل وذلك لطرح برامج حاسوب متخصصة وتوفير كادر بشري متخصص وتوفير لوجستيات وسيرفرات.

وقدم المستشار ضياء الدين المدهون كلمه جاء فيها "إن المحاماة عريقة كالقضاء ومجيده كالفضيلة ،ضرورية كالعدالة، إن المحامي حامل سيادة العدل والقانون وهو الجندي الذي يدافع عن حقوق المظلومين وهو الأديب الذي ينتقي أفضل العبارات، وهو الطبيب الذي يداوي ألم المستضعفين ويرشدهم ،وهو المعلم الذي يسعى بين الناس بالخير وتهدئة النفوس وهو المعين للقاضي والنيابة ويوقد لهم مشاكاة الحقيقة ويزيح عن طريقهما الباطل.

في هذا اليوم يوم المحامي الفلسطينيين أفخر بأنني مارست مهنة المحاماة لسنين عديدة قبل أن اعتلي منصة القضاء وفي هذة المناسبة الكريمة وهذا اليوم المشهود الذي اهنئكم به جميعا فإنني احمل لكم زملائي الكرام الرسائل التاليه،أقدم لكم رسالة الحب والاحترام والتقدير لكم بجموع المحامين وانتم تحملون رسالة العدالة في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا والرسالة الثانية "رسالة شكر وتقدير لمجلس نقابة المحامين الموقر وذلك على روح التعاون والتواصل التي ألمسها كل يوم والجهد المبذول في سبيل الارتقاء بالمهنة ومساندة العدالة وإنفاذ القانون ،والرسالة الثالثة رسالة شراكة الانفتاح التي أعتمدتها النيابة العامة كسياسة راسخه تؤسس لعلاقة مبنيه مع كافة المراكز الحقوقية والمؤسسات المحلية والتي نسعى إلى تطويرها،والرسالة الرابعة الوفاء للزملاء في القضاة والنيابة ووزارة العدل وجهات انفاذ القانون الذين مازالوا يواصلون الليل بالنهار في سبيل الحفاظ على الحقوق وحريات المواطنين والرسالة الأخيرة رسالة الوحدة والانتماء للوطن والشراكة الحقيقية .

واضاف النائب العام إنني اقف اليوم وأنا ادرك التحديات التي توجهونها في ظل تضاعف أعداد المحامين المتمرنين وفي ظل تحديث أنظمة النقابة بما يحقق لها قوة التمثيل النقابي وتحقيق الأهداف .

وختم النائب العام موجها شكره لدعوة نقابة المحامين داعيا من الله العلي القدير أن تحتفل فلسطين في يوم المحاماة الفلسطيني العام المقبل في مدينة القدس الحبيبة .

وكرم مجلس نقابة المحامين كلا من المستشار محمد عابد والمستشار ضياء الدين المدهون وذلك لجهودهم الكبرى في الرقي بمنظومة العدالة الفلسطينية .

وختم الحفل بتكريم عدد من المحامين والمحاميات أعضاء اللجان النقابية(اللجنة القانونية ولجنة شؤون المهنة وتقدير الأتعاب ومجالس التأديب) وذلك عن جهودهم في خدمة نقابة المحامين والارتقاء بأداء مهنة المحاماة .

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -