تواجه منازل المقدسين في أحياء مدينة القدس المحتلة؛ وعلى رأسها حي سلوان التاريخي الأثري الذي يحفل بعبق رائحة تاريخ وتراث القدس- تواجه هذه المنازل الفلسطينية مخطط إجرامي صهيوني خطير يستهدف تدمير منازل الحي وإزالتها عن الخارطة الجغرافية للقدس المحتلة، حيث تواجه منازل حي سلوان المقدسي مخاطر الانهيار وذلك بسبب الحفريات المتواصلة التي تقوم بها باستمرار سلطات الاحتلال الصهيوني وذلك لتنفيذ مخطط شبكة أنفاق أسفل مدينة القدس القديمة وذلك لربط المشاريع الاستيطاني في القدس المحتلة .
وتخرج علينا باستمرار سلطات الاحتلال الصهيوني بمخططات ومشاريع استيطانية حديثة ذات ميزانيات مالية طائلة تستهدف تنفيذ السياسات العنصرية الإسرائيلية الإجرامية بحق أهلنا ومنازلهم في أحياء القدس القديمة من أجل تنفيذ المخططات والمشاريع الاستيطانية.
وبحسب مصادر المعلومات المقدسية فإن سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل الحفريات أسفل أحياء القدس ، حيث أعلنت قبل أيام عن تدشين نفق أسفل حي سلوان المقدسي يحمل اسم ( درب الحجاج ) الاستيطاني وهو نفق يؤدي إلى القدس القديمة، وتم الإعلان عن هذا النفق الاستيطاني وسط حضور أمريكي صهيوني عال المستوى، حيث أعلن مركز معلومات وادي حلوة المقدسي - أن سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل أعمال الحفر في شبكة أنفاق متشعبة أسفل حي وادي حلوة المقدسي ، تبدأ من منطقة العين مرورا بشارع حي وادي حلوة الرئيس باتجاه ( مشروع كيدم الاستيطاني - ساحة باب المغاربة) والبؤرة الاستيطانية التي تسمى ( مدينة داود) وصولا إلى ساحة البراق وهي السور الغربي للمسجد الأقصى.
وجرى حسب معلومات المركز الموثقة حفر وشق سلسلة أنفاق متواصلة أسفل حي وادي حلوة منذ 13 عاما، وأدى ذلك إلى حدوث انهيارات وتصدعات أرضية واسعة وتشققات في مناطق عدة بالحي وخاصة الشارع الرئيس ومسجد وروضة الحي إضافة إلى تضرر أكثر من 80 منزلا جزئيا، وأكثر من 5 منازل صنفت أنها خطيرة من بلدية الاحتلال بعد تضرر أساساتها، فيما تسببت الانهيارات الخطيرة التي وقعت في آذار الماضي خاصة في أرضية ملعب حي وادي حلوة وسوره، وفي أرض تابعة (لكنيسة للروم الأرثوذكس)، تقع فوق مسار النفق المفتوح.
إن سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل يوميا أعمال الحفر أسفل حي وادي حلوة لا تتوقف، بأدوات ثقيلة وأخرى خفيفة، وتفرغ الأتربة من أسفل الأرض، وتنقل بشاحنات مخصصة، فيما تمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من دخول بعض الأنفاق أسفل الحي وهناك مطالبات من لجنة الحي بدخول هذه الأنفاق للاطلاع على الأعمال التي تهدد الحي بأكمله حيث لا تسمح سلطات الاحتلال تسمح بالدخول إلى أجزاء وطرقات معينة فقط من الأنفاق.
تواجه هذه الأيام منازل المقدسيين في حي سلوان وغيرها من أحياء القدس القديمة أكبر مخطط إجرامي يستهدف تهويد القدس وتخريبا وتكريس سياسات الاحتلال الصهيوني وفرضها واقعا على الأرض فيما تتركز عمليات تهويد المنازل وهدمها في الشق الغربي والشرقي من القدس المحتلة.
ومنذ بداية العام 2019 أجبرت سلطات الاحتلال العشرات من المقدسيين على هدم منازلهم ونقلت وسائل الإعلام والمراكز الحقوقية مشاهد من معاناتهم وآلامهم؛ فقد أجبرت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي المقدسي أحمد عبيدات من بلدة جبل المكبر على هدم منزله ومحله التجاري ذاتيا في جبل المكبر تحت سياط جرافات الاحتلال حيث يضطر المواطنون لهدم منازلهم خوفا من الغرامات المالية الباهظة التي تفرضها عليهم بلدية الاحتلال أو تشريدهم من القدس؛ كما أجبرت بلدية الاحتلال في القدس، المواطن محمد العباسي، على هدم غرفتين من منزله ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بدعوى البناء دون ترخيص، وأجبرت السلطات جميل مسالمة ومجدي أبو تايه من سلوان على هدم منازلهم بأنفسهم بحجة البناء دون ترخيص.
مشاهد هدم المقدسيين منازلهم بأيديهم قاسية على النفس وتتكرر يوميا، حيث تحاصر جرافات الاحتلال الأحياء المقدسية حيث تقوم بإجبار المقدسي على هدم منزله بنفسه وذلك ضمن سياسات تعذيب وعقاب الفلسطينيين وتوفير تكاليف الهدم على العدو، وتتكرر هذه المشاهد بصورة دائمة في القدس المحتلة، وتثبت الأرقام التي تنقلها منظمات حقوقية أن الكيان الصهيوني هدم المئات من المباني التي يملكها فلسطينيون، ومئات أخرى أجبر أصحابها على هدمها بأنفسهم لتجنب التكاليف الباهظة، وهو ما تسبب في تشريد الآلاف من ساكنيها بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ.
إن سياسة الاحتلال الصهيوني في مواصلة هدم منازل المقدسيين تعد ركيزة ثابتة في سياسات التهويد وتدمير وتقسيم القدس، والعمل على إنهاء الوجودِ الفلسطيني والعربي في مدينة القدس المحتلّة، وتعزيزِ الوجود اليهودي وفرضه أمرا واقعا والعمل على تغير معالم وجغرافية مدينة القدس، وهي تتطلب منا خطوات جادة وسريعة لمواجهة سياسات التهويد الإسرائيلية الخطيرة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك .
إلى الملتقى ،،
مقال/ غسان مصطفى الشامي