خاص بالفلسطينيين

بقلم: خالد معالي

 كل الأحداث التاريخية الخاصة بالفلسطينيين، والتي نحتفل بسرائها وضرائها، لا تعترف باللون الحزبي, الذي بات يطغى مؤخرا على كل جوانب حياتنا، فالوطن يظل الجميع مهما تنكر له البعض.

في علاقة الانسان الواقع تحت احتلال، لا مجال للعواطف في علاقته مع محتليه، بل التفكير السليم والمنطق العلمي بعيدا عن عبارات التحشيد والتجييش, علنا نصل إلى كلمة سواء، توصل لفهم صحيح في كيفية التعامل الداخلي الفلسطيني، والتعامل مع الاحتلال.

التفكير السليم يقول اننا فاقدون للأرض، فاقدون للحرية, ليست لدينا دولة, علمنا تغطيه الأعلام الجزئية, حدودنا وهمية, وإن وجدت فهي للآخرين غير مرئية, منقسمون على انفسنا في اي طريق او اي اسلوب يجب ان نتبعه للتخلص من الاحتلال.

 فشل مؤتمر البحرين وصفقة القرن، واتفاق الكل الفلسطيني على عدم التنازل والتفريط، مؤشر الى اننا لم نفقد الإحساس بعد بقضيتنا التي تاهت في دهاليز القرارات الأممية التي هي اصلا وجدت من اجل الضحك على الشعوب الضعيفة.

حالة الحزن على فقدان الوطن، يهتم بها كل مخلص وطني شريف، وليس كل من ينشر السيئ من القول والفعل، ويتساوق مع الاحتلال بذلك، فالاصل ما دمنا تحت احتلال ان نتوحد ضد الاحتلال عبر طي صفحة الانقسام، ونشر الكلام الطيب.

بث القيم الايجابية وروح محبة الوطن، تجعل ذاكرة الناس حية, ويورث الأجيال التي تتعاقب, اصرارا على تحرير وطنهم.

تواصل عمل المقاومة، ورفض المشاريع التصفوية يعتبر فرص سانحة لتذكير الجاثمين على صدورنا أن بداية دولتهم لم تكن نهايتنا, فنحن لا نزال نتذكر, ونتطلع لليوم الذي تصل فيه دولتهم للنهاية، ويبدو انه بات اقرب مما يتصور البعض.

هناك اوراق ضاغطه على الشعب الفلسطيني وقواه الحية مثل: الانقسام, والمجازر المستمرة  وبناء الجدار وأعمال الاستيطان, واستمرار اعتقال الاف الفلسطينيين، وتهويد القدس، ولكل ملف يمكن ان ندخل من خلال نقاط محددة للتخفيف من اثاره او حتى انهائه ان حسنت النوايا، وهذا ليس بالامر العسير.

مخطئ من كان يظن ان امريكا والاحتلال يمكن ان يفهما يوما ما لغة الحقوق والعواطف والدموع، والاستجداء والتوجه للمنظمات الدولية.

ما تفهمه امريكا ومعها الاحتلال وكل من رضخ لهم، هي لغة القوة التي اجبرت كل طغاة العالم وكل احتلال ان يتراجع عن ظلمه عبر التاريخ، وهذا يتطلب فلسطينيا وحدة ومصالحة، وتخطيط جيد للمستقبل عبر برنامج مقاوم وطني موحد.

الحكمة تقتضي البعد عن المناكفات والتحشيد الحزبي، والحفاظ على مقدرات الشعب وانجازات مقاومته وعدم هدرها، وتبخيس اي طرف لبضاعة الاخر لا يجوز، فكل طرف يملك قوة مضاعفة في حالة الوحدة وطي الانقسام.

بقلم/ د. خالد معالي