نقابة الصحفيين ؛ حارسة الحقيقة وسياج الثوابت

بقلم: المتوكل طه

***

الإعلام سلاحٌ أعمى بدون أيديولوجيا، والإعلام قوة ضالة مُضلّة بدون وعي يحكم وينظّم ويعرّف أهدافه، ولأن الأمر كذلك، فإن " المواقف السياسية " عندما يتناولها الإعلام، تختلف باختلاف المواقع والمصلحة والمرجعيات.

ومع أننا ننتمي إلى شعب ضُيّعت حقوقه الفردية والجماعية منذ عقود طويلة، مثلُنا مثل شعوبٍ كثيرةٍ في هذا العالم، لكن الإعلام الغربي ، والأمريكي الرسمي بالذات، وهو الإعلام المسيطر والمصدّر للرواية الصحفية ، يتجاهلنا تماماً، بحجة الالتزام لطرف آخر، وبحجة الحساسية والمصلحة الأمريكية المتعلقة بمن يحتلّنا.

وإذا كانت "المواقف السياسية" موضة كل الأزمنة ، وعصر العولمة الحالي، فإن الإعلام اللأمريكي، القوي والمسيطر والمصدّر للنموذج والبنى المقبولة دولياً، يستطيع أن يجعل من قضيه انتحار حيتان على شاطئ مجهول ما، أكثر أهمية من قضية ذبح مليون شخص في بلد عربي أو في مجاهيل إفريقيا، أو تشريد شعب بأكمله في فلسطين.

إذن، والحالة هذه، فإن القوي هو صاحب الرواية، وهو سيد السرد، وهو صانع الصورة، وهو بذلك يعيد صياغة العالم كما يريد، فهو يطلق الصفات، وهو من يسمّي الأشياء، وهو من يَحبِك العقدة، ولديه صناعة التصديق ونظريات التأثير وحاملات روايته، وهكذا فإن مسألة  المواقف السياسية وحقوق الإنسان الفردية والجماعية تبقى مسألة خاضعة للهوى والمزاج والمصلحة والرؤية الفكرية.

فما هي مسؤولياتنا باعتبارنا إعلاميين فلسطينيين وعرباً ومسلمين ؟! أو باعتبارنا أصحاب قضايا كبرى مستباحة ومستلبة ومنهوبة ؟

وما هي قدراتنا الحقيقية أو على الأقل التي نسيطر عليها ؟

وما هي ثروتنا الإعلامية التي يمكن لها أن تقدم رواية أخرى وسرداً آخر وصورة أخرى غير تلك النمطية أو الإستشراقية أو تلك التي يؤصّلونها بعد الحادي عشر من سبتمبر ؟

إن الإعلام هو ترجمة حقيقية لموازين القوة والضعف، وإن الصحفي، وبالتالي روايته الصحفية تنبع من موقفه في العالم أيضاً.

وإن لغة الصحفي هي جزء من طموحه الشخصي والجمعي، وهنا لا تكفي الحقيقة ولا الموضوعية، مهما كان ذلك صادماً أو جارحاً .

ونحن هنا لا نرفض المهنية ولا الموضوعية ، وإنما نرفض الحياد، فالصحافة في نهاية الأمر التزام وانتماء إلى الزمان والمكان والإنسان؛ انحياز للحق مهما كان ضعيفاً، وانحيازاً للإنسان مهما كان مهمّشاً ومهشّما ومغيّباً.

نحن، كإعلاميين على هذه الأرض ، تقع علينا مسؤولية القول كما ينبغي، ويقع علينا واجب السرد ؛ سرداً فلسطينياً نهضوياً ينحاز للإنسان والخير والعدل، للتتمايز الرواية الفلسطينية – على ضعفها أو عدم وصولها – عن رواية المحتل والظالم والشرير.

العالم مجرد حَبكة ، والإعلام القوي المسيطر يستطيع أن يَحبِك روايته جيداً ، ويجد لها ذرائعها "الأخلاقية" ومبرراتها "الإنسانية" ، بل ويقوم بتأويل النصوص المقدسة لتكونَ ذريعةً أخرى بيده يستخدمها كمرافعةٍ وجيهة في وجه خصومه، ويستطيع أن يقدّمها بطريقة باهرة ومثيرة ومغرية ومُغْوية، وهي بسبب انتشارها وقوة حضورها قادرة على التأثير والتغيير.

ولا يمكن لخبرنا أو سردنا أو صورتنا أن تصل دون قوة الحضور والتأثير أيضاً.

هل نقول إن إعلامنا عاجز لأنه جزء من جهد جماعي عاجز؟!

وهل نقول إن رواية الضعيف عادة ما لا يصدّقها أحد ؟!

وهل نقول إن حقوقنا ضائعة بسبب أن إعلامنا عاجز، أم أن اللحظة التاريخية العربية كلها عاجزة؟!

أسئلة يطرحها الوقت الحالي أكثر مما أطرحها شخصياً . فنحن في عصر تتسيّد فيه الكارتلّات الصناعية الكبرى التي تُعلي الربح على القيمة، والمنفعة على أي شيء إنساني آخر.

والجواب أجده واضحاً حاسماً ، ويتمثّل في مواقف نقابة الصحفيين الفلسطينيين !

فنقابة فلسطين صاحبة الأرث الباذخ من حيث اصطفافها مع جماهير شعبها

، أثبتت عبر أعضائها أنها حارسة الحقيقة والحق ، وأنها احتملت كل أشكال التعدّيات والفظائع الإسرائيلية ضد الصحافة والإعلاميين الفلسطينيين ، كما تبدّى موقف النقابة حاضراً وواثقاً ولا تشوبه شائبة  باعتباره الجسم القادر والمحيط والمتمكّن من أن يعبّر عن جموع أعضائه ، في سعيهم الواعي لتعرية إجراءات الاحتلال ، والانتصار للرواية الفلسطينية ، والسياج الذي يحمي الثوابت ، الأمر الذي جعل من النقابة أرضاً راسخة يقف عليها الصحفيون الأشاوس الشرفاء الجسورون ، في تصدّيهم لكل موبقات الاحتلال ، كما أن هذا الأمر هو الذي أهّل النقابة لأن تتسنّم المواقع المتقدّمة في المربّعات العربية والدولية ، وهذا يفسّر تلك المشاهد التي تنفّس فيها صحفيو العالم في ظَهر نقابتنا ، وانتخبوا الأخ الشجاع والراسخ النقيب الرائي ناصر أبو بكر نائباً أول لرئيس اتحاد الصحفيين الدوليين ، وكذلك اتحاد الصحفيين العرب ، وكيف حصل على أعلى الأصوات في تلك الانتخابات ، ما يؤكّد وقوف العالم وعمقنا العربي مع ممثلي فلسطين ، وخصوصاً عندما يكونون أمناء على قضيتهم .

***

أما حكاية  دعوة الإدارة الأمريكية ، فقد بدأت  يوم أن دعت  سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القدس المحتلة عدة صحفيين للقاء سرّي يوم الخميس الماضي الساعة الواحدة ظهراً في فندق الجراند بارك وأماكن أخرى ، للتحضير لزيارة البيت الأبيض .. غير أنّ الصحفيين ، الذين رفضوا الدعوة ، قد أبلغوا نقابتهم .. وأن النقابة التي تابعت الأمر قد جاء ردّها ، كما كان متوقّعاً ، برفض التعاطي مع الإدارة الأمريكية المنحازة بشكل أعمى وسافر مع دولة الإحتلال . وأعربت نقابة الصحفيين عن رفضها لدعوة مستشار الرئيس الأمريكي غرينبلات للصحفيين الفلسطينيين لزيارة البيت الأبيض. واعتبرت النقابة أن هذه الدعوة هي محاولة فاشلة وبائسة أخرى للإدارة الأمريكية للالتفاف على قيادة الشعب الفلسطيني ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ، التي أفشلت مشروع تصفية القضية الفلسطينية الذي أطلقت عليه الإدارة الامريكية صفقة القرن (صفقة العار). وأشارت النقابة أن الإدارة الامريكية قد أعلنت أنها ستخاطب الشعب الفلسطيني من خلال الإعلام ومن وراء ظهر القيادة الفلسطينية. ولهذا فإن النقابة تعلن رفضها وإدانتها لهذه الدعوة المشبوهة الأهداف والنوايا وتطالب كافة الصحفيين الذين سجلوا على مدار سنوات الاحتلال تاريخاً مشرفاً ، والذين هم جزء أصيل من حركتنا الوطنية وإجماعه الوطني ، وتطالبهم برفض الدعوة والتمسك بمواقف النقابة ومواقف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا المرابط الصامد. كما أشادت النقابة بالإجماع الوطني لكل فئات وفصائل ونقابات واتحادات شعبنا وقواه الحية والمجتمعية التي رفضت ورشة البحرين، وشددت النقابة على أن حرية الصحافة في فلسطين مقدسة ولكنها تعتبر أن التساوق مع هذه الدعوات المشبوهة هو ضد حرية شعبنا واستقلاله ، وهي محاولة لشق الصف الفلسطيني، وتعتبر أن الحوار واللقاء مع الإدارة الأمريكية التي تتمسك بمواقفها بدعم الاستيطان وتصفية قضية شعبنا واستهداف منظمة تحرير فلسطين ليس له هدف إلا تسويق رواية الاحتلال والاستيطان، وتعتبر أنه لا يشرّف أي صحفي أو مؤسسة إعلامية فلسطينية أن تتواصل معهم على هذه الأرضية الاستعمارية ضد شعبنا وأرضه ومقدساته. ورأت النقابة أنه من غير المقبول وغير المنطقي الحوار مع إدارة تفتتح أنفاقاً ومستوطنات في أرض شعبنا وتستهدف مقدساته المسيحية والإسلامية وحقه في الحرية والاستقلال. واعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بأن هذه الدعوة تعبّر عن مأزق تعيشه الإدارة الامريكية بعد فشل ورشة البحرين في الصورة والنتائج الهزيلة التي حطمها صمود شعبنا وقيادته بفعل تمسكهم بحقوقهم المشروعة وفق القانون الدولي والشرعية الدولية، وطالبت النقابةُ  كافةَ المؤسسات الإعلامية الفلسطينية في الداخل والخارج مواصلة مواقفهم المهنية والوطنية المشرّفة وعدم توفير منصات لتسويق مخططات تصفية القضية الفلسطينية ورفض هذه الدعوة المشبوهة في أهدافها.

وقد جاء موقف اتحاد الصحفيين العرب سريعاً وداعماً لموقف نقابة فلسطين ، إذ استنكر الاتحاد العام بشدة تصريحات جيسون غراين بلات مستشار الرئيس الأمريكي التي هاجم فيها نقابة الصحفيين الفلسطينيين لانها تصريحات تندرج فى صلب السياسة الجديدة المنحازة لجرائم الكيان الصهيوني .

وتعكس هذه التصريحات مدي إنحياز الإدارة الأمريكية للعدو الصهيوني كما جردتها من أية شرعية بالنسبة للقضية الفلسطينية .

ويؤكد الاتحاد العام للصحفيين العرب على تضامنه الكامل مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين وقراراتها التي اتخذتها سواء المتعلقة " بصفقة القرن " أو رفضها الدعوة لزيارة البيت الأبيض الأمريكي فى محاولة بائسة للخضوع للمخطط الأمريكي الصهيوني الذى يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية .

إن الاتحاد العام للصحفيين العرب يشيد بموقف اتحاد الصحفيين فى الولايات المتحدة الأمريكية الذين أعلنوا عن تضامنهم مع الصحفيين الفلسطينيين ووقفوا ضد تصريحات المسئول الأمريكي ، كما يشيد بموقف الصحفيين الأفارقة الذين أعلنوا تضامنهم مع زملائهم الصحفيين الفلسطينيين .

والاتحاد العام للصحفيين العرب اذ يعبر عن إستنكاره الشديد لتصريحات المسئول الأمريكي يؤكد انها لن تنال من عزيمة الزملاء الصحفيين الفلسطينيين وهي تعد حلقة من سلسلة التصريحات الأمريكية التي تتعارض مع القوانيين الدولية وحقوق الإنسان .. والاتحاد ويؤكد تضامنه المطلق مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين بإعتبارها الممثل الشرعي والقانوني لجموع الصحفيين الفلسطينيين ضد المخطط الصهيوني الأمريكي الخبيث .

***

الجدير بالذكر أن  السيد لاري جولدبتر رئيس اتحاد الصحفيين الأمريكيين ، ومن قلب نيويورك ، قد أصدر بياناً يؤكّد انفصام وابتعاد الصحفيين الأمريكيين عن إدارة ترامب التي تماهت مع الإحتلال وظهر التعاقد المسعور ما بين نتنياهو ورئيس البيت الأبيض . وجاء في البيان :

" الرفاق الأعزاء، تحياتنا من اتحاد الصحفيين الأمريكيين، نحن ندعم قرار نقابة الصحفيين الفلسطينيين 100% في احباط دعوة البيت الأبيض فارغة المضمون للصحفيين الفلسطينيين لم يكن مؤتمر كوشنر في البحرين إلا حيلة دعائية لم تؤت أي ثمار. إن الإدارة الأمريكية غير جدية وغير قادرة على المحاولة لحل أي من القضايا التي يواجها الشعب الفلسطيني. كل التحية للنقيب ناصر أبو بكر والزملاء في نقابة الصحفيين الفلسطينيين. وارجو أن تبلغونا إذا تريدون أي خطوات تضامن أخرى معكم مع التضامن. "

***

من ناحية أخرى ، جاء الموقف العربي الشعبي ناصعاً وتجلّى فيما اجترحه  الكاتب التونسي الهاشمي نويرة ، مسانداً للصحافيين الفلسطينيين في موقفهم ضدّ الإدارة الأمريكية ، حيث قال  : أَعْجَبُ لهذا العالم الذي نعيش فيه، يمشي على رأسه ويُحْشَرُ الأسوياء فيه مع المُعْوَجِّينَ وأصحاب العاهات الأخلاقية والسياسية المستديمة ويتفاخر فيه الجاهل بجهله وعديم المعرفة بأمّيته والحاكم بسطوته وجبروته وعجرفته وتصبح فيه الرداءة قيمة لا تبعث على الخجل أو الحياء. مناسبة هذا الكلام تصريحٌ أدلى به مستشار الرئيس الأمريكي جيسون غرين بلات اتّهم فيه نقابة الصحفيين الفلسطينيين بـ «ممارسة الإرهاب والتخويف ضدّ الصحفيين ومنعهم من قبول الدعوة لزيارة البيت الأبيض في واشنطن من أجل الإستماع لمبرّرات المخطّط الأمريكي في المنطقة» واعتبر غرين بلات أنّ هذا الموقف «مُنافٍ لحرّية الرأي والتعبير». هي دعوة لتوضيح مخطّط أمريكي لا يحتاج أيَّ توضيحٍ، مخطّط قوامه تأمين وحماية الإحتلال الإستيطاني الإسرائيلي في المنطقة وتثبيته وتوسيعه والإنتقال به من حالة الأمر الواقع إلى وضع الإعتراف الإقليمي والدولي، وهو ما يعني أنّ أمريكا بقيادة ترامب قرّرت من جانب واحد تغيير قواعد وأسس التفاوض بَدْءًا بالتخلّي الكامل عن قرارات الشرعية الدولية وهي لذلك نقلت مقرّ سفارتها إلى القدس المحتلّة واعترفت بضمّ اسرائيل للجولان المحتلّ وأسقطت من اعتباراتها مسألة عودة اللاجئين وقضايا الحدود وهي تمارس أقصى الضغوطات من أجل فرض «الحلول» البديلة والتي من شأنها قَبْرُ القضية الفلسطينية وسَلْبُ حقوق شعبها التي تضمّنتها القرارات والمواثيق الدولية رغم كونها جائرة ، وأمريكا إلى ذلك ماضية بخطى ثابتة في اتّجاة نَسْفِ الشروط الموضوعية التي تؤسّس لديمقراطيات تدوم وذلك من خلال تشجيع وكلائها في المنطقة على تخريب التطوّر الطبيعي للديمقراطية وعلى مزيد زَرْعِ الفتنة والفرقة داخل المجتمعات العربية والدخول بها إلى نقطة اللاعودة وذلك بالتزامن مع خنق فرص تغيير منوال التنمية في مجتمعاتنا مَنْعًا لتوفير شروط الكرامة للمواطنين والإستقلالية لأوطاننا ، هذه هي سياسة أمريكا في المنطقة وهي لا تحتاج أيّ توضيح أو رَفْعٍ للإلتباس. وإنّ تقديم موقف نقابة الصحفيين الفلسطينيين الرافض لدعوة الأمريكان على أساس أنّه موقف «مناف لحرّية الرأي والتعبير» هو محاولة يائسة لتحويل النقاش إلى المجال المهني والحقوقي وذلك لسببين إثنين على الأقلّ: أوّلا لابدّ من توضيح أنّ الأصل في حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي هو حرّية الأوطان وتحريرها من نير الإستعمار وفلسطين ترزح تحت أبشع أشكال الإستعمار الإستيطاني وبالتالي فإنّ حرّية الرأي والتعبير تبتدئ بتحرير الفضاء الذي يتحرّك فيه الصحفي الفلسطيني والذي هو الآخر مُطالَبٌ بدور أساسي لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبه ولمواطنيه، ثانيا،إنّ المهنية لا يجب أنْ تؤخذ بمعزل عن مسألة أصلية وجوهرية وهي حقّ الشعوب في تقرير مصيرها وهو الحقّ الذي تتفرّع عنه باقي الحقوق ولا يستقيم والحالة هذه أن نُخْضِعَ الصحفي الفلسطيني الذي يعيش شعبه ووطنه أفتك أشكال الإحتلال وأبشعها وأكثرها دموية ،إلى ذات المعايير التي يخضع إليها الصحفي في بلاد تنعم بالإستقلال والإستقرار والحرية لأنّ هذا يُعتبر قفزا على الواقع وهو لا يستقيم سياسيا وأخلاقيا ومهنيا. إنّ موقف النقابة الفلسطينية ليس فقط مجرّد الإصطفاف وراء شعبها بل هي من يجب أن يقود أو يساهم في السير بهذا الشعب الى برّ التحرّر والإستقلال والحرّية وبالتالي فإنّه في صميم مهامها المهنية أن توجّه نداءها الى الصحفيين بعدم تلبية الدعوة لزيارة البيت الأبيض رغم يقيننا أنّ الصحفي الفلسطيني يأبى على نفسه الإنسياق وراء جلّاديه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الداعم العلني وبلا حياء للكيان الصهيوني. إنّ المطلوب العاجل هو انتفاضة فعلية للصحفيين العرب نُصرةً للنقابة الفلسطينية المناضلة من أجل المهنة ومن أجل فلسطين، ونحن شهود عيان على ما تقوم به النقابة الفلسطينية من أجل المهنة ومن أجل الصحفي الفلسطيني سواء أكان ذلك في النطاق الإقليمي أو الدولي وهي التي حازت أعلى نسبة تصويت لصالح مرشّحها الصديق المناضل ناصر أبو بكر في انتخابات الإتحاد الدولي للصحفيين. إنّ الإصداع بالموقف هو إذن فرض عين على كلّ صحفية وصحفي عربي لأنّ شرف المهنة وشرف الإنتماء لهذه الأوطان وشرف الدفاع عن الشعوب في تقرير مصيرها يفرض ذلك وإنّ مبدأ التضامن بين الصحفيين يدفعنا إلى الإعتقاد بأنّ ذات الموقف يجب أن يصدر عن كلّ صحفيي العالم.

بقلم/ المتوكل طه