عتابٌ وقت الغروب

بقلم: عطاالله شاهين

كانت الشّمسُ تغطس في البحر
المكان عجّ بأناسٍ مهرولين نحو الهروبِ من الحربِ
دنا من امرأةٍ وراح يعاتبُها على رحيلِها
قال لها اعلمي بأنّني سأحزنُ لرحيلكِ
فلماذا تسرّعتِ بقرارِ هروبكِ ؟
كان يعاتبُها لأنها تريد الرّحيلَ
كانت تنظر إليه بصمتٍ
فعتابُه القاسي لها لم يفلح في تراجعها عن الرّحيل
وقبل إبحارِ المركب ودّعها باكيا
نظرتْ نظرة الوداع الأخيرة
وبكتْ
الشّمس حينها غابتْ
وهدأ البحرُ
وقالت له:
لا تبْكي
سأعود عند انتهاء الحربِ
قال: يا لهذا الرّحيل المُؤلم!
فالبحرُ هدأتْ أمواجه تماما..
لكنني أراني هائجا من رحيلِ امرأة
أحببتها بجنون..
عطا الله شاهين