بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "صدق الله العظيم"
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير مقاتلين الثورة الفلسطينية وقامة وهامة وطنية نضالية كبيرة وعلم من اعلام حركة فتح ويعتبر الأخ القائد الشهيد أبو خالد من ابرز القادة العسكريين للسلطة الفلسطينية وكان قد شغل منصب القائد الأعلى لقوات الأمن الوطني الفلسطيني بالمحافظات الجنوبية قبل أحداث الانقسام,
وبقى طوال حياته أميناً صادقاً مخلصاً وفياً على العهد والقسم وفياً لتراب الوطن ووصياً على دماء الشهداء الابرار وتضحيات الأسرى البواسل والجرحى الأوفياء ومخلصاً لأبناء شعبه وثابتاً على المبادي من أجل عدلة قضيته الفلسطينية والتي آمن بها ودافع عنها حتى وافته المنيّة ظهر يوم الأربعاء الموافق 17/7/2019م بعد صراع طويل مع مرض عضال في مركز الحسين للسرطان في العاصمة الأردنية عمان, لينهي بذلك رحلة كفاحية طويلة من مسيرته الوطنية والإنسانية الحافلة بالتضحية والنضال والوفاء والإخلاص والعطاء قضاها في خدمة قضايا الوطن والمواطن, عن عمر يناهز 61عاماً,أنه الشهيد البطل المناضل اللواء ركن جمال كايد "أبو خالد".
نشأ الشهيد المناضل اللواء ركن جمال كايد المكنى"أبو خالد" في لبنان من قرية الصفصاف إحدى قرى لواء الجليل الشمالي قضاء صفد بتاريخ 1958م وترعرع وسط أسرة فلسطينية للاجئيه مناضلة متواضعة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف قدمت الغالي والنفيس قرباناً لأجل فلسطين والقضية الفلسطينية، فمنهم أخيه الشهيد العميد/ أمين كايد والشهيد/ أحمد كايد وأخيه باسم بترت يداه..
محطات مضيئة في حياة الشهيد المناضل اللواء ركن/ جمال كايد أبو خالد"
أنهي تعليمه المدرسي في لبنان والتحق بقوات العاصفة من خلال القوات رشح لدورة عسكرية في الباكستان التحق من خلالها نتيجة لتفوقه بالأكاديمية البحرية العسكرية بمدينة كراتشي بالباكستان وتخرج منها قبطان بحري عام 1982وحصل علي درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية,
اجتاز اكثر من احدي عشر دورة عسكرية ونتيجة لتميزه في العمل رشح من قبل القيادة لخلفيته العسكرية والمستوي التعليمي علي دورة اركان حرب بالهند في كلية ولنجتون تلك الكلية المتميزة في العلوم العسكرية التي كانت تستقبل البعثات من دول متقدمة منها اميركا وبريطانيا واجتاز الدورة بتفوق حيث تنبات رئاسة الكلية له بان يكون من القيادة الفاعلة نتيجة تفوقه وحصوله علي المركز الاول من بين 563ضابط منتسب للدورة وحصل منها علي درجة الماجستير في الاستراتيجية والدفاع في نفس الكلية
كما حصل علي درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة كولومبس
خاض الكثير من معارك الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل من عام 1974وكذلك معارك الدفاع عن الثورة والشعب في لبنان وعلي اثرها اصيب اكثر من خمسة مرات واسر علي اثرها
وبعد عودته إلى أرض الوطن عمل في قوات ألـ17 امن الرئاسة في اكثر من موقع بداية بكتيبة الصاعقة مروراً بقيادة معسكر تدريب القوات بالتوام انتهاء بقيادة كتيبة المدرعات
وعمل بغرفة العمليات المشتركة للقيادة العامة لقوات الامن الوطني ولكفاءته
رشح لقيادة المنطقة الجنوبية للأمن الوطني وبعد دوره البارز في اعادة تنظيم القوات اتخذ قرار بتعينه رئيس اركان قوات الامن الوطني غزة وبعد ذلك بقرار من السيد الرئيس عين قائدا لقوات الامن الوطني غزة
كان من اشد المرشحين لتولى وزارة الداخلية في فترة رئيس الوزراء السابق د. رامي الحمد الله
احيل للتقاعد برتبة لواء بتاريخ 1/7/2017
ونظرة الوداع الأخيرة .. على رحيل الشهيد" القائد المناضل اللواء ركن جمال كايد"
نقل جثمان الشهيد القائد اللواء ركن جمال كايد أبو خالد من الأردن الى محافظات شمال الضفة الغربية حيث جرت ظهر يوم الخميس مراسم استقبال عسكرية له في مقر الإدارة العامة للمعابر والحدود شرق المدينة وشارك في هذه المراسم، الفريق الحاج إسماعيل جبر،عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، ومحافظ أريحا والأغوار، جهاد أبو العسل، وقائد منطقة أريحا والأغوار العميد حازم أبو الهنود، وقادة الأجهزة الأمنية، ممثلين عن الفعاليات الرسمية والشعبية، وانطلق الجثمان من مقر الإدارة العامة للمعابر والحدود، باتجاه قطاع غزة،
حيث وصل جثمان الشهيد إلى غزة عصر أمس الخميس عبر معبر بيت حانون/ ايرز حيث تم استقباله بمراسم عسكريه بحضور قادة الأجهزة الأمنية والشرطية, وصولاً إلى منزلة الكائن في مدينة غزة حي النصر وقد شارك في تشييع جنازة الشهيد أبو خالد كبار الشخصيات القيادية من حركة فتح والأجهزة الأمنية الفلسطينية بالسلطة الوطنية والقوى الوطنية وألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته رفقائه وأصدقائه وأقيمت عليه صلاة الجنازة يوم الخميس بعد صلاة الظهر في مسجد فلسطين,
ودع جثمانه الطاهرة آلاف من أبناء شعبنا وسارت جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب خيمت عليه أجواء الحزن إلى مثواهم الأخير، ليوارى الثرى في مقبرة الشيخ رضوان, وبعد دفن الشهيد توافد الالاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الى خيمة العزاء والتي اقيمت بجانب بيت الشهيد في مدينة غزة حي النصر بتعليمات من اللواء /نضال أبو دخان قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني ليتم استقبال العزاء بها ولمدة ثلاث أيام.
اللهم ارحم الشهيد المناضل اللواء ركن/ جمال كايد واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...
بقلم : سامي إبراهيم فودة 21/7/2019م