الَّبّطَالْ فيِ مّنازِل الأّبَطاَلْ

بقلم: جمال أبو نحل

في هذا الزمان اِخّتَلت الموازين، واضّطَربّتْ، واضّمحلت، وتّغَيَرتْ، وتّبَدلَتْ غُّزلَانَها بِِّقرُودِهَا؛ وانقلبت الأمور؛ فّحُقوقٍ أُهّدرتْ، وأَحَرارٌ أُسّرِت، ومنازلٌ دُمِّرَتْ، ودماءُ سفُكت، وأرواحٌ بريئة أُزهقت، ونساءٌ قد رُملت، وقلوبٌ رقيقة زُلزلتْ، وطفولة برئية قُتّلتْ، وفتياتٌ قد بُنِّتِّتْ!؛ وغيرُهنْ قد زُّوُِجِتْ، وذكرياتٌ مع مرور الأيام تّبخرت، وشبابٌ لدول المهجِر أّبَحّرتْ، وهاجرت!؛ وأرحامٌ كثيرة قُّطَعتْ؛  وشُّعُوبٌ لاهيةٌ عن ما قّدّمَتْ، وأّخَرتْ، وأحرارٌ قد نُكُبِتْ، وشُرفاء، وشّريفات واِّدُِتْ!؛ فصارت رُفاَتٌ بين الأموات؛ والدنيا إن أّيَنعَتْ، نّعَتْ، وإن جّلتْ أّوَجَلتْ، وإن حّلتْ أّوُحّلت، وإن كّسَتْ أّوُكّسَتْ، وأفكارٌ، وأمالٌ، وأَحلامٌ تفتّتت، وتَّشّتت، وأوفياءٌ، وأُدباء، وعلماء هُمّشتْ، ثُم هُشّمتْ، وقُّتِلتْ!؛ وبلغ المعالي الماقِّتْ!؛ وسّاد بين الناس الّتَشّتُتْ, والّتَفَتُتْ, وحَكّمَهُم المُتعّفرِّت، المُتَشّتِتْ, والمُتّفَتَِّتْ, والمُشّتَِتْ، والمُتفّلِتْ!؛ أما الرعية فّمِنُهّمْ المُنّصِّتْ له، والمُطّيعْ الّشَحَاتْ، والمُتخافت, المُّتَهَاَفَتْ،!؛ ومنهُم الَفاسدِ الّشَامِتْ، والمتّنَصِتْ, اللئيم الصامت المُّسَّتنصِتْ، المُّسّتَنّبِِتْ، الباحث، الفاحش، المُنحَِتْ، الحتحوت، الخرتيت!؛ وبعضهُم جالسٌ كّأنهُ مشطٍ، أو كّالُطُشَتْ!.
 ومهما تكبر، وتجبر، كُل الطواغّيِتْ؛ فعروشهم  ضعيفة، وكالّبسَكُويِتْ سّتّتفَتَتْ، وإن بّغَتْ، وطّغَتْ، وتَّزّيّنَت، وكّبُّرت، وتَكّيفت، وتّمدَدت، وتّسَلطَتْ!؛ فالباطل إلي زوال حّتمي، ولا يمكن أن يسكن في أماكن الأبّطَالْ، البطّاَلْ، وفي الحركة ستجّد البركة، وَلّذَةٍ الَراحة لا تَنَال بالراحة، فمن زرع حصد، ومنّ جّدْ، وَجّدْ، ومن مات فات، وما آتٍ فهو لا محالة آت، والمالُ لا يأتي إلا بالتّعَب، والعلّمُ، لا يحُصل إلا بالنصب، والتعب!؛ ولن تبلغ المجدَ حتي تلعق الّصَبرَ!؛ واسم الجواد الكريم، لا ينالهُ بخيل، ولقب شجاع لا يكون إلا بعد جُهدٍ طويل، وكبير؛ ولن يكون في كون الله عز وجل إلا ما يُريد ولن يفلُ الحديد إلا الحديد، وبالأدب تّبُلغْ المنال وتصبح أفضل من الفِضّةِ والذَّهَبْ.
 
                  الأديب  الكاتب والباحث والمفكر العربي والمحلل السياسي
                   الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل